كيف كانت مراحل اقتباس رواية غادة السمان ”الرواية المستحيلة” للسينما؟ عندما تنقل أي جنس فني إلى جنس آخر يختلف في أساليبه وتقنياته, لا شك أننا نواجه عقبات متعددة, لكن الأهم هو الإخلاص لروح الرواية, وتعريف المشاهد بالأصل الروائي بالنسبة لي لا تعجبني الطريقة الأمريكية والمصرية التي تأخذ من الرواية جزءا معينا وتبني عليه الحبكة المتبقية, أنا أريد تعريف المشاهد بالأصل الروائي كاملا وليس خيانته.. تجربتي في مجال الإقتباس ليس الأول لأنني اشتغلت سنة 1981 في فيلم ”حادثة نصف المتر” عن قصة لصبري موسى, أيضا ”بقايا صور” سنة 1979 لحنا مينة, ثم ”تراب الغرباء” لفيصل خرباش سنة 1996, وأخيرا ”حراس الصمت” الذي قدمت السيناريو للكاتبة غادة السمان وأعجبت به. لماذا اختيار غادة السمان.. ورواية صعبة من حيث البناء الأدبي, فما بالك بالاقتباس والتكييف السينمائي؟ غادة السمان مفارقة في الأدب العربي, لاسيما النسوي, وأنا عندما قرأت الرواية شعرت بوجود الجو الدمشقي منتصف القرن الماضي, الجو الذي شكل كل الأبعاد السياسية والاجتماعية وحتى النفسية للمواطن العربي.. غادة حالة فريدة من نوعها.. وأنا سعيد بهذه التجربة. النقاد يعيبون عليك الطول في المشهد ومن ثمة في الفيلم؟ أولا أنا استعملت تقنية السرد الموازي الذي استعملته أيضا غادة, ولا أريد للمشاهد العربي أن يكون ساذجا في مشاهدته, لابد أن يدخل عالم الفيلم ويتقيد بالمشاهد الذي غذ فلتت منه سيفلت الفيلم. المشاهد العربي صار لا يقدم جهدا من أجل فهم السينما, ومرد ذلك الدراما التلفزيونية التي يمكن أن تشاهدها وتأكل أو تتحدث في الهاتف. ربما الكثافة السردية لغادة السمان في الرواية المستحيلة تصلح لمسلسل درامي؟ نعم.. حياة غادة السمان ثرية وتستحق بالفعل مسلسلا دراميا, وسأكون سعيدا لو قمت بذلك.