تحوّلت غابة سيدي بن ذهيبة الواقعة بالمدخل الشمالي لبلدية ماسرى بولاية مستغانم إلى وكر للمنحرفين من جميع البلديات المجاورة، بحيث اعتاد العديد منهم على التجمع هناك كل مساء لاستهلاك شتى أنواع الخمور أو لتعاطي المخدرات، فيما يشتكي سكان الأحياء القريبة من تصرفاتهم اللاأخلاقية ومن مضايقاتهم المستمرة، وهذا على مقربة من ضريح الولي الصالح سيدي بن ذهيبة. عبّر العديد من سكان حي 59 مسكن بمدينة ماسرى المحاذي للغابة عن امتعاضهم من استمرار تدفق عشرات المدمنين يوميا من كل من بلديات سيرات، الطواهرية وعين سيدي شريف، مستغلين هدوئها النسبي ومساحتها التي تفوق 24 هكتارا، يصطحبون غالبا بعض الفتيات ويقضون ساعات طوال في احتساء الكحول أو تعاطي المخدرات، كما يمنعون غيرهم من دخول الغابة. وقد يعمد بعضهم إلى مضايقة السكان بتصرفات لاأخلاقية، ويحرمون شباب المدينة من ممارسة رياضة العدو داخل الغابة أو التمتع بمحيط هادئ، زيادة على تشويه منظرها برمي النفايات أو قارورات الخمر، بحيث أصبحت مع مرور الزمن أشبه بمفرغة عمومية. كما أضاف العديد من المتضررين أن تدخل فرقة الدرك الوطني من حين لآخر لم يعد كافيا لردع هؤلاء، وطالبوا بالحزم في القضاء على أوكار الانحراف قبل أن تؤثر على مستقبل أطفالهم. فيما أكد أحدهم أن غابة سيدي بن ذهيبة ليست فقط وكرا للمنحرفين بل أصبحت سوقا لبيع الخمور والمخدرات بعيدا عن أعين السلطات المعنية، إلى درجة أصبح فيها أطفال الحي محرومين من اللعب مساء، فيما تمتنع النساء عن شراء مستلزماتهن قبيل الغروب خوفا من مضايقات محتملة. وقد استغلت الغابة لاستهلاك الخمور منذ عقود خلت، إلا أن توسع المحيط العمراني لمدينة ماسرى قد سلط الضوء عليها، بحيث أصبحت الأحياء الجديدة والتي شيدت في إطار صيغة السكن التساهمي قريبة ولا تفصلها عن الغابة سوى طريق ضيقة، فيما طالب السكان بتحويل غابة سيدي بن ذهيبة إلى مكان للنزهة في ظل انعدام أماكن مخصصة في الجهة الجنوبية للولاية. كما طالب بعضهم باستغلال الغابة لبرمجة النشاطات المرافقة لوعدة الولي الصالح سيدي بن ذهيبة الذي يقع ضريحه بمحاذاتها، والعمل على تسييجها والحفاظ على عذريتها، خصوصا وأن بعض أشجارها يعود إلى أكثر من قرن، عوض تركها رهنا لشرذمة من المدمنين. يذكر أن بلدية ماسرى من أكثر بلديات الولاية كثافة من حيث عدد السكان الذي يناهز 32 ألف نسمة.