الغيبة هي ذكر أخاك بما يكره، وقد بيّنها بهذا المعنى النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: “أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما تكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته” (أخرجه مسلم وغيره). وللأسف فإن كثيراً منَّا، وخاصة النساء، يكثر في مجالسهن الغيبة فينقلن أخبار الناس والبيوت، وكثيراً ما تكون الغيبة سبباً في هدم البيوت والعياذ بالله. ولذلك حذّر القرآن الكريم من الغيبة تحذيراً شديداً فقال تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه” (الحجرات:12). ولكن الفقهاء أجازوا الغيبة في حالات محددة: أولاً: المظلوم إذا اشتكى من ظالم، فإنه يذكره بما فيه من صفات سيئة، أخذاً من قوله تعالى:”لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما 148” (النساء). ثانياً: إذا طُلب من إنسان إبداء رأيه في شخص ما لغرض مشروع كزواج أو لمشاركة في عمل ينبني عليه بذل أموال أو غيرها، فيجب هنا ذكر ما يعرفه وهو من باب النصيحة في الدين ومن الشهاة بما يعرف، دون أن يصحب ذلك تشهير أو إساءة السمعة. ثالثاً: إذا كان هذا الشخص صاحب منكر، ولا يُزال هذا المنكر إلا ببيان سوء هذا الشخص وصفاته المذمومة. رابعاً: إذا كان الشخص يحمل اسماً أو لقباً مذموماً واشتُهر به كالأعرج أو الأطرش، أو الأبكم... وما إلى ذلك. وفي جميع الأحوال ينبغي على من احتاج أن يذكر إنساناً بما يكره، وجاز له كما في الحالات المذكورة، ينبغي عليه أن يلمح ويكني ويوري بالمراد ما أمكنه، ولا يلجأ إلى التصريح إلا إذا اقتضت الضرورة.