لم تكن إحدى العائلات بالقبة تدرك أن تاريخ 13 فيفيري 2009 سيكون بداية مأساة راح ضحيتها الوالد صاحب ال 75 سنة، والذي قضى أجله على يد مجموعة من اللصوص اعترضوا طريق عودته إلى بيته بعد أن أوصل ابنته إلى بيت زوجها الكائن ببلدية الأربعاء، في البليدة، بعد أن قضت أيام زيارة لوالديها مكالمة هاتفية لمصالح الأمن الوطني بالأربعاء بنفس التاريخ، جاءت لتفيد بوجود سيارة من نوع “رونو لاڤونا” متوقفة بمزرعة صبيحي محمد وصاحبها “س.سعود” مرميا على حافة الطريق مصابا بجروح في الرأس بعد تعرضه لاعتداء من قبل مجهولين، كان هدفهم سلب ما كان معه من أموال و هاتفه النقال الذي قاد رجال الأمن إلى الجماعة التي نفذت ذلك الإعتداء. وكانت البداية بإيقاف المتهم “ق. بلال” القاصر الذي روى تفاصيل الواقعة قائلا إنه كان قد فر من منزله العائلي بولاية المدية لأنه سئم رعي الغنم لتقوده الأقدار إلى بلدية الأربعاء، أين تعرف باثنين من المتهمين اللذين أخذاه معهم في جولة عبر المدينة، قبل أن يطلبا منه مشاركتهما في عملية سرقة شيخ طاعن في السن، وهو ما حدث بالفعل، حيث توجهوا بحثا عن ضحيتهم، وفي الطريق التقوا بالمتهم الرابع الذي رافقهم، والمسمى بلال، الذي أكمل تفاصيل الإعتداء بالقول إن الضحية واجه الجناة و رفض التخلي عن ممتلكاته، ما جعل المتهم “ب” يضربه بحجر على الرأس ليجهز عليه واحد منهم بضربة أخرى على الرأس والوجه، قبل أن يفترقوا كل إلى وجهته، تاركين الضحية يتخبط في دمائه. وبالرغم من مكوث الضحية عشرة أيام في غرفة الإنعاش، إلا أنه لم يتمكن من النجاة، فيما نال ذات القاصر من العملية هاتف الضحية وحظه من التهديد بالقتل في حال صرح بما يعرفه، وقد أعطاه أحد الجناة 100 دج ليعود إلى أهله، وهو ما فعله. ليتراجع لاحقا عن كل تصريحاته ويقول إنها كانت خوفا من رجال الأمن، فيما أنكر بقية المتهمين كل ما نسب إليهم، وادعى كل واحد منهم أنه كان في مقر عمله، حيث يشتغلون في جمع الخضر والفواكه بحقول أولاد السلامة والأربعاء، وهو ما اعتبره النائب العام تملصا من المسؤولية الجزائية.. ليلتمس في حقهم عقوبات تتراوح بين 20 و 4 سنوات سجنا نافذة، فيما عادت هيئة المحكمة لتدينهم بجرم تكوين جمعية أشرار والضرب والجرح العمدي الفضي إلى الوفاة والسرقة المرتبطة بظرفي التعدد واستعمال العنف، وتنطق في حقهم بأحكام تراوحت بين 8 و 3 سنوات سجنا نافذة.