أقدم متظاهرون، أمس، بمدينة خراطة، شرق ولاية بجاية، على حرق مبنى وكالة سونلغاز، وإضرام النار في سيارتين على الأقل كانت مركونتين بحظيرة هذه الوكالة، كما أضرموا النار في قاعة الحفلات للبلدية وأحرقوها بشكل كامل، إضافة إلى إحراق شاحنة تابعة للبلدية ومحتويات مخزن رقم واحد، إلى جانب إتلاف وحرق مكتبة البلدية. موجة عنف جماهيرية سادتها أعمال شغب واسعة نشبت منذ ساعات الصباح، توسعت حدتها خلال الفترة المسائية حيث توجه المتظاهرون نحو مقر المحكمة ورشقوه بالحجارة، وألحقوا بالواجهة الخارجية أضرارا مادية معتبرة، في وقت شرع متظاهرون آخرون في تخريب الإنارة العمومية وممتلكات أخرى ذات الطابع العمومي، ولولا تدخل قوات مكافحة الشغب لمنع المتظاهرين من التقدم في اتجاه مواقع ومرافق عمومية أخرى لكانت الخسائر أكبر. ودخل عناصر الأمن في مواجهات عنيفة استعملوا فيها القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين الذين كانوا بالمئات يتوزعون على أحياء وسط المدينة، ما أوقع إصابات بين الطرفين وكذا تسجيل بعض حالات الاختناق وسط المواطنين الذين جاءوا لأداء صلاة الجمعة، ولم يتمكنوا من الوصول إلى المسجد وسط المدينة بفعل تجدد المواجهات بين الشباب الغاضب على تردي الظروف الاجتماعية نتيجة غلاء المعيشة. وإلى غاية مساء أمس لا تزال الانتفاضة مستمرة وأخذت منحى خطيرا، كما وصفه الكثير من المسؤولين المحليين. هذا وعاشت أمس مدن أخرى ببجاية نفس الأحداث، حيث اندلعت موجة عنف ببلدية أقبو أحرق فيها المتظاهرون الوكالة التجارية للجزائرية للمياه وألحقوا أضرارا بمقر المحكمة، كما عرفت أيضا بلدية إغزر أمقران وسيدي عيش أعمال شغب لكنها بأقل تكلفة للخسائر مقارنة بمناطق أخرى من الولاية. وعرفت مختلف المواقع العمومية من مقرات البلديات وغيرها تعزيزات أمنية مكثفة لمنع وقوع أعمال شغب جديدة قد تزيد الطين بلة في وقت عاش فيه سكان هذه المدن أسوأ اللحظات المؤسفة بفعل إغلاق الطرق الوطنية في أكثر من منطقة، مما منع تحرك المواطنين وحول عديد مدن الولاية إلى مدن أشباح، فيما امتدت رقعة الاحتجاجات إلى مدن أخرى، كأوقاس سوق الإثنين وحتى عاصمة الولاية.