وصل غضب المحتجين على الزيادات التي مست المواد المستهلكة، إلى حد التعرض للمؤسسات التربوية والجامعية، في العديد من مناطق الوطن، لا سيما العاصمة، بعد أن استغل بعض المتظاهرين الأوضاع للنهب والسرقة، وألحقوا الضرر بعشرات المدراس، حيث أضرموا فيها النيران لتلتهم الأقسام والتجهيزات والوثائق الإدراية، فيما تعرضت أخرى لعمليات تخريب ودمار، ما سيعلق مصير آلاف التلاميذ والطلبة وسط تخوفات الأولياء والنقابات التي دعت لحماية هذه المؤسسات، رافضين المغامرة بالتلاميذ موازاة مع أعمال الشغب التي تنطلق كل أمسية، مهددة التحاق المتمدرسين بمقاعد الدراسة خلال هذا الأسبوع. تؤجل اليوم الأحد الدراسة في عشرات من المؤسسات الدراسية، وستؤخر الدروس إلى إشعار آخر بعد أن تعرضت المدارس إلى عمليات حرق وتدمير ونهب، لم يسبق لها مثيل في مختلف الأماكن من الوطن، حيث تعرضت ثانوية مسعودة جيدة بالكاليتوس ووادي السمار، والمتقنة الجديدة بذات المنطقة ومتوسطة شراعبة، إلى الحرق الكلي، بمختلف أجهزتها وأوراقها الإدارية من دفاتر للأساتذة والتلاميذ، ونهب وسرقة ودمار طال ابتدائية قرين بلقاسم 1 وثانوية البيرني لكبير. كما تحولت ثانوية فرحات عباس بعين طاية إلى رماد، ونفس الشيء حدث بثانوية درڤانة، وتعرضت ثانوية قاصدي مرباح ببرج البحري وثانوية عميروش برغاية لتخريب كبير، على غرار الدمار الذي طال العديد من الإكماليات، منها إكمالية محمد العنابي بحي الجبل، ومتوسطة أخرى ببرج البحري، زيادة إلى بلدية براقي وابتدائيات عديدة بالعاصمة دائما، في الوقت الذي تعرضت مديرية التربية لولاية برج بوعريريج إلى الحرق. ولم تتوقف عمليات التخريب والحرق مؤسسات قطاع التربية بل تعداه إلى هياكل قطاع التعليم العالي، منها كلية الطب بدرڤانة حيث سيعلق مصير الطلبة، الذين من المفروض أن يشرعوا في إجراء الامتحانات بداية من الأسبوع المقبل، بعد أن كان مصيرها مشابها لمصير مئات المؤسسات العمومية والخاصة التي تحتاج الملايير لإعادتها إلى ما كانت عليه، فبناء مدرسة عادية فقط يتكلف أزيد من 32 مليار سنتيم. جهود لإصلاح ما هدم والأولوية للتلاميذ المقبلين على البكالوريا وقد سارعت السلطات المحلية بالتعاون مع مدراء المؤسسات التربية، من أجل إصلاح ما خرب لاستقبال التلاميذ، على غرار ما يحصل حاليا بالكاليتوس، في محاولة لإيجاد أقسام خاصة للتلاميذ المقبلين على امتحان البكالوريا بالخصوص. وقد استنكر بشدة رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أعمال التخريب التي مست مختلف المؤسسات التربوية المذكورة، على خلفية الارتفاع المحسوس للمواد الغذائية الأساسية، واعتبر المساس بالمدارس اعتداء على حق التلاميذ الذين سيحرمون من الدراسة وجرما لا مبرر له، بعد أن أكد أن هذه المؤسسات هي قبل كل شيء، مكسب للشعب وملك للتلاميذ وللقائمين على تربيتهم وتكوينهم. ورفض المتحدث في بيان له استلمت “الفجر” نسخة منه، اللجوء إلى مثل هذا الأعمال مهما كانت الأسباب والظروف، باعتبار أن هذه المؤسسات كانت ولا تزال تقدم خدماتها التربوية والتعليمية والاجتماعية منذ الاستقلال مجانا لثمانية ملايين من أبناء الشعب دون تمييز، داعيا أولياء التلاميذ وممثليهم وإلى التلاميذ أنفسهم إلى السعي من أجل حامية المؤسسات التربوية والقائمين عليها، كما دعاهم إلى المساهمة في التحسيس والتوعية لاسترجاع الهدوء. من جهته أكد رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية عبد الكريم بوجناح، أن الحركات الاحتجاجية انحرفت عن مسارها، وانتهكت جميع الحرمات، داعيا إلى تدخل الوزارة الوصية ومختلف الجهات الأخرى من أجل حماية المؤسسات المتبقية، مثيرا تخوفه من العنف المتواصل على التلاميذ، قائلا إنه لا يمكن المغامرة بهم، مضيفا أنهم حاليا يترقبون الأوضاع وسينتظرون ما تكون عليه الأجواء مع بدية الأسبوع ليتم الفصل في عودة التلاميذ أو لا، خاصة وأنه جراء تخوفهم على حياة التلاميذ قام العديد من مدراء التربية والمؤسسات بإخراج التلاميذ خوفا على حياتهم، في الوقت الذي لم تتحرك فيه الوزارة حيث لم تبعث بأي تعليمات بخصوص الموضوع.