لم تهدأ تونس برحيل رأس النظام، زين العابدين بن علي، ولم يشف غليل شباب مدينة سيدي بوزيد الذين لازالوا يريدون إكمال المشوار الذي بدأه محمد البوعزيزي بالإطاحة بالرئيس المستبد، بل أرادوا اقتلاع النظام من جذوره والتخلص من كل رموزه الفاسدة، فانتفضوا أمس وخرجوا مرة أخرى في مسيرات احتجاجية عمت العاصمة ومدن سيدي بوزيدوقابسوقفصة والقصرين ... محمد العيادي ل "الفجر" : نندد بمنح المناصب الحساسة في الدولة لبقايا "الزين" رغم محاولات الشرطة صدها، مطالبين برحيل أعضاء الحزب الحاكم من حكومة الوحدة وإشراك كل ممثلي الشعب التونسي من أحزاب وجمعيات.. أكد محمد العيادي، منسق المركز التونسي للحقوق والحريات النقابية في تصريح ل "الفجر" انطلاق مسيرات احتجاجية من منطقة مزونة بمدينة سيدي بوزيد - المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للانتفاضة التونسية على النظام الحاكم عندما أحرق ابن المدينة محمد البوعزيزي نفسه وتوفي متأثرا بالحادث إثر مصادرة الشرطة التونسية لبضاعته البسيطة التي كانت مصدر رزقه وهو الشاب الحاصل على شهادة الدراسات العليا - هذه المدينة خرجت أمس مرة أخرى لتطالب برحيل كل بقايا بن علي في السلطة وترفض إشراك أعضاء من الحزب الحاكم السابق في الحكومة الجديدة وتندد بمنح أغلب المناصب الحساسة في الدولة لبقايا نظام بن علي، لكن الشرطة تصدت لهذه المسيرات، يضيف محمد العيادي، في حديثه ل"الفجر". كما أكد عمر القرايبي، عضو حركة حرية وإنصاف، تجدد الاحتجاجات في كل المدن التونسية، حيث تظاهر أكثر من 5000 مواطن مطالبين بإقالة كل أعضاء الحزب الحاكم والاعتراف بكل حساسيات المجتمع، رافعين شعار "خبز وماء والغنوشي لاء"، فالشعب التونسي يريد التخلص من كل النظام السابق وليس الرئيس فقط. وكشف محدثنا أن الشرطة التونسية حاولت قمع هذه الاحتجاجات باعتمادها على استعمال خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين والقنابل المسيلة للدموع، لكن الجيش لم يتدخل في الاحتجاجات وآثر إطلاق عيارات نارية تحذيرية فقط. وأكدت مصادر ل "الفجر" أن العاصمة تونس وعدة مدن شهدت عدة مظاهرات تندد بمشاركة الحزب الحاكم في الحكومة واحتشد المواطنون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة لمطالبة التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم بالتخلي عن السلطة ونددوا بإشراكه في الحكومة الجديدة. وهتف المتظاهرون بسقوط التجمع الدستوري الديمقراطي ونعتوه بالحزب الدكتاتوري، وقد عمت المظاهرات، حسب مصادر مطلعة ل "الفجر" بالإضافة إلى مدينة سيدي بوزيد مدنا أخرى بالبلاد، بينها الحامة بولاية قابس والرديف بولاية قفصة والقصرين، شهدت بدورها مظاهرات حاشدة ضد إشراك الحزب الحاكم في الحكومة الجديدة.