الأفانا: نتوقع إجراءات فرنسية جديدة إزاء الجزائر قللت جبهة التحرير الوطني من أهمية تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال آليو ماي، بشأن الاحتجاجات الأخيرة في الجزائر، ولم تعرها الكثير من الاهتمام. فحسب ما أفاد به مكلفها بالإعلام، عيسي قاسا، ل”الفجر”، فإن تدخلات الوزيرة الفرنسية في غير محلها، و”عليها أن تتحمل مسؤوليتها أمام الطبقة الفرنسية التي انتقدت بعض الأصوات فيها هذه التصريحات”، موضحا أن الأفالان لا يتدخل في عمل البرلمان الفرنسي، الذي طلب من السفير الفرنسي بالجزائر حضور جلسة نقاش أمام النواب، مشيرا إلى أن اللقاء عادي ولا يجب استباق الأحداث والحكم على ما سيدور في جلسة اليوم. من جهتها، علقت حركة مجتمع السلم على مواقف باريس من الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، بأنها ينبغي أن تتعامل مع الجزائر على قدم المساواة والاحترام المتبادل وعلى أساس المصالح المشتركة بين البلدين، وقال أمينها الوطني المكلف بالإعلام، محمد جمعة، في تصريح ل”الفجر”، إن مثل هذه التحركات التي تقوم بها فرنسا، خاصة إذا ما تناولت اليوم مع سفيرها في الجزائر ملف الاحتجاجات الأخيرة على مستوى الجمعية الوطنية الفرنسية، هي “تحركات مرفوضة ومريبة، وفرنسا هي آخر من يحق له التدخل في الشأن الجزائري، فعهد الوصاية على الجزائر قد ولى”، مضيفا أن فرنسا من خلال بعض تصرفاتها، كالإجراءات الأخيرة التي فرضتها في منح الفيزا لرجال الأعمال، لا يريد أن تقيم علاقات جادة ومحترمة مع الجزائر، وهي تصرفات تكرس الريبة ولا تخدم المصالح المشتركة للبلدين. وفي السياق، دعت حركة النهضة، وزارة الشؤون الخارجية إلى استدعاء السفير الفرنسي بالجزائر للاستفسار عن موقف فرنسا، إذا ما تأكد أن البرلمان الفرنسي سيناقش اليوم معه الاحتجاجات الأخيرة في الجزائر، وأضافت أنه على السلطات العمومية اتخاذ الإجراءات اللازمة، وقال نائبها بالبرلمان محمد حديبي، إن هذا التحرك الفرنسي يعتبر تطورا خطيرا في مسار العلاقات الجزائرية-الفرنسية، ووصفه بأنه “تدخل سافل في الشؤون الداخلية الجزائرية”. ورجع محمد حديبي في تصريحه ل”الفجر” إلى التصريحات الأخيرة التي أدلت بها وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري، حول الاحتجاجات، وشدد على أن ما يجري في الجزائر لا يخص البتة فرنسا، ولا يلزمها في شيء حتى تبدي رأيها أو تعطي نصائح للجزائريين، وأوضح أنه في حال تناول الجمعية الوطنية الفرنسية، اليوم، موضوع الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، فإن حركة النهضة سترفض ذلك، لأن “الجزائر ليست محمية فرنسية، وعلى فرنسا أن تحترم نفسها، ولا تحشر أنفها في الأوضاع الداخلية للجزائر”، مضيفا أن “باريس بهذا السلوك، لا تريد الحفاظ على مصالحها مع الجزائر، ولا تنوي تحسين علاقتها معها”. وترجمت الجبهة الوطنية الديمقراطية، على لسان رئيسها موسى تواتي، ما نطقت به وزيرة الخارجية الفرنسية، ب”ضعف حكامنا، كونهم لم يتعاطوا مع الوضع كما يجب، ولأنهم منحوا فرنسا مكانة هامة في الجانب السياسي والاقتصادي”، الأمر الذي جعلها تتطاول على الجزائر من خلال تصريح أليو ماري. وقال موسى تواتي، في اتصال هاتفي مع “الفجر”، إن “فرنسا عبر موقفها تحضر نفسها لما يمكن حدوثه في حالة انفجار اجتماعي بالبلاد، أو في حالة وضع انتخابي أو تدهور صحة الرئيس”، موضحا أنها تريد أن تكون عنصرا مهما في الجزائر مثلما هي عليه الآن في تونس، على ضوء التطورات السياسية التي تعرفها. وتوقع رئيس الأفانا أن تتخذ الجمعية الوطنية الفرنسية إجراءات جديدة تخص الجزائر، انطلاقا مما سيعرضه السفير الفرنسي بالجزائر أمام النواب الفرنسيين حول الوضع في الجزائر.