صرح عدد من السياسيين الفلسطينيين في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن النظام المصري لا يسعى فقط إلى إجهاض انتفاضة الشعب ، بل إلى توجيه طعنة جديدة إلى القضية الفلسطينية لإرضاء إسرائيل حتى تدعم بقاءه في الحكم خاصة بعدما تأكد لها أن الثورة الشعبية أصبحت مصدر إزعاج يهدد اتفاقية كامب ديفيد بالانهيار مع انهيار مبارك مصطفى الصواف: اتهام النظام المصري للفلسطينيين بتفجير أنابيب الغاز هو محاولة للهروب إلى الأمام وقال الدكتور مصطفى الصواف، السياسي الفلسطيني المهتم بشؤون الإسلام ل "الفجر": " إن اتهام النظام المصري للفلسطينيين بالوقوف وراء تفجير خط أنابيب الغاز هو محاولة من النظام المصري للهروب إلى الأمام وإلقاء المسؤولية واللوم على الفلسطينيين"، أضاف "إن النظام المصري يسعى إلى أرضاء إسرائيل بكل الطرق"، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية سبق لها وأن وجهت الاتهام لحركة حماس بالمشاركة في تنظيم المظاهرات المليونية في ميدان التحرير" وهو ما يعتبر أمر ساذج على حد تعبير محدثنا الذي قال : "لقد ركز النظام المصري على أن هناك تهديدات متواصلة من البدو للحكومة المصرية وعلى عدم رضا الشعب المصري عن اتفاقيات تصدير الغاز وصدور عدة قرارات من محاكم مصرية تمنع التصدير وذلك في خطوة منه لإيهام الرأي العام بأنه مصر في خطر بسبب ما يحدث في ميدان التحرير من تظاهرات". وأكد الدكتور أن سيناروهات سابقة تؤكد كلامه مشيرا إلى أن النظام المصري سبق وأن وجه اتهام لتنظيم من غزة بتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية. وقال محدثنا :"إنها كلها محاولات عرجاء من النظام المصري لتدمير انتفاضة الشعب المصري في مهدها". استبعد المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل في اتصال هاتفي أجرته معه "الفجر" أن يقوم الفلسطينيون بكل أطيافهم بأعمال من هذا النوع، التي سيضعها المجتمع الدولي في قائمة الأعمال الإرهابية دون شك، التي تستهدف زرع فتنة بين المسلمين والمسيحيين ويهدد بنية المجتمع المصري، وهو ليس لب الصراع مع إسرائيل "مشيرا إلى أن ذلك ليس من مصلحة أي تنظيم فلسطيني مهما كانت أجنداته. وقال : "إن مثل تلك الأعمال ستبقي على اتفاقية كامب ديفيد أو السلام مع إسرائيل وبالتالي أين مصلحة الفلسطينيين في مثل هذه الأعمال؟" وأضاف :" في مثل هذه التفجيرات عادة ما تبحث السلطات عن أياد خارجية لتحملها مسؤولية هذه الأعمال خاصة أن العلاقة بين النظام المصري وحركة حماس في غزة سلبية". وأضاف محدثنا :" إن شريط غزة الضيق على الحدود الشرقية لمصر والذي يسكنه حوالي 2 مليون فلسطيني يقع غالبيتهم تحت خط الفقر منذ أكثر من ثلاث سنوات فرض حصار كاملا على قطاع غزة وأقفلت كافة المعابر"، وأكد أن الأحداث ستلقي بظلالها على ملف الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون في وقت سابق وتساعدهم في تهريب البضائع والسلع بكافة أنواعها من جمهورية مصر العربية". من جهة ثانية، أكدت مصادرنا أن غالبية الفلسطينيين في قطاع غزة ينظرون إلى الأحداث في مصر بشكل حذر، وتداعيات ذلك على مستقبلهم خاصة أن ما سيترتب عليه سيلقي بظلاله دون شك على حياتهم الخاصة ومستقبل القضية الفلسطينية، سيما فيما يخص معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر. في هذا الشأن، يقول محمود كلاّب وهو أحد الشباب الفلسطيني الممنوعين من السفر خارج غزة وتعرض في وقت سابق إلى اعتقال من طرف السلطات المصرية ما هدد مستقبله العلمي "نحن لا نستطيع أن نسافر عبر مصر إلا بتنسيق ( رشوة ) لا تقل عن ألفي دولار في الحالات الطبيعية التي يكون فيها المعبر مفتوحا" و أضاف "نحن نترقب سقوط النظام المصري بفارغ الصبر لكن التخوف أن يكون تغييرا سطحيا، فيأتي وجه آخر لمبارك مثل عمرو سليمان الذي بنظرهم فشل حتى في مهامه التي أوكلت له كملف المصالحة الفلسطينية وملفات أخرى كالسودان". وكانت مصادر أمنية بشمال سيناء قالت إن ملثمين قاموا بإلقاء قنبلة أمس الأول بالقرب من سور كنيسة رفح دون أن يؤدي ذلك لإصابات مادية أو بشرية واتهمت السلطات المحلية بمنطقة رفح الحدودية مع غزة عناصر قالت إنهم يتبعون للجيش الإسلامي بقطاع غزة دون أن تقدم أدلة يؤكد صحة ترجيحاتها. كما اتهمت السلطات المصرية جماعة تدعى جيش الإسلام الفلسطيني ضلوعها في تفجير خط الغاز في منطقة تفرعات الحدودية.