أظهرت الأحداث الأخيرة التي عرفتها الساحة المصرية منذ أسبوعين، الوجه الحقيقي للفنانين المصريين، الذين تخلى بعضهم عن الشعب وصفقوا للنظام المباركي الذي حكم مصر لما يزيد عن 30 سنة، فيما فضّل البعض الآخر استباق الأحداث والانقلاب على حسني مبارك وحاشيته، ودخول صفّ الشعب وبين مؤيد للشعب وناقم على خطوته التاريخية التي أسقطت النظام الحاكم الأسبق، ستتغير لا محالة نظرة الشعب المصري تجاه الفنانين الذين طالبوا الشعب بالعودة إلى جادة الصواب، وترك ميدان التحرير الذي شهد أكبر التجمعات الشعبية الرافضة لهذا النظام، بغرض اكتمال الرئيس لعهدته الرئاسية، أيام الانتفاضة الشعبية المليونية، التي انطلقت في ال25 من شهر الماضي. وما لبث أن انتقل انقسام الشارع المصري من الشعب إلى أوساط الفنانين الذين تضاربت آراؤهم بين مؤيد للانتفاضة والرافض لها، واحتدم الخلاف بين هؤلاء إلى أوجه، خاصة بين الممثلة غادة عبد الرازق والمخرج خالد يوسف، حيث كانت الأولى ضد الشعب الذي وصفته بالهمجي والغير مؤدب والخارج عن القانون، فيما وقف خالد يوسف جنبا إلى جنب مع الشبان في ميدان التحرير، داعيا كافة الفنانين المصريين للوقوف مع مطالب الشعب المنادية بإسقاط نظام مبارك، الذي تنحى مساء أول أمس عن الحكم، بعد مخاض عسير رفض فيه التنحي عن السلطة إلى حين انتهاء عهدته بعد أقل من 7 أشهر. ولم يكن يوسف خالد الوجه السينمائي الوحيد الذي وقف مع الشعب، بل سرعان ما التف حوله العديد من الفنانين والممثلين والسينمائيين، أمثال عمر الشريف، شريهان، عمار الشريعي، تيسير فهمي، نهى العمروسي، عمرو واكد، حنان مطاوع، مجدي عبيد، خالد الصاوي، أحمد رجب، عمرو سعد، حمدي أحمد.. فيما كانت الجهة الأخرى الداعمة للرئيس المخلوع حسني مبارك، تلقى تأييداً من أكثر الشخصيات الفنية والسينمائية المحبوبة في مصر، وعلى رأس هؤلاء نجد عادل إمام، يسرا، تامر حسني، إلهام شاهين، زينة، أشرف زكي، ومحمد صبحي الذي وصف المظاهرات بالفوضى، وأحمد بدير، الذي كان في البداية مع الشعب ثم ما لبث أن دخل الخط مع نقيب الممثلين المصريين، أشرف زكي، وهاجم الشبان المتظاهرين الذين اتهمهم بالرغبة في حرق البلاد، ووصف مبارك بالبطل القومي الذي يجب أن يختم حياته كبطل عسكري، دون أي إهانة توجه إليه وإلى مساره الثوري الطويل. وبين الذين وقفوا مع مطالب الشعب والذين رفضوها جملة وتفصيلاً، ستعود ذات الوجوه الفنية للظهور في الأيام القليلة القادمة على شاشة الفضائيات المصرية لشتم النظام السابق، مدعين أن كل الكلام الذي صدر منهم جاء بأمر من السلطات العليا للبلاد، وهي الفكرة التي سارعت العديد من المواقع الفنية المصرية إلى الترويج لها، خاصة تلك التي تبنت أصوات الفنانين المساندين لثورة “الغضب”. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل سيصفح الشعب المصري الذي قلب نظام الحكم في أقل من 20 يوم عن هؤلاء الفنانين الذين تخلوا عنهم وسبحوا باسم مبارك؟ أم أنهم سيتغاضون عنه وهم الذين بادروا بطرد وشتم المطرب تامر حسني، الذي ساند الشبان في بداية الثورة ثم ما لبث أن أيد مبارك.