قال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، إن من يقف وراء أحداث ليبيا هم مصريون وتونسيون ووصفهم بالمرتزقة الذين يهدفون إلى تدمير ليبيا بالاستعانة بأفارقة لهم أجندات خاصة قال سيف الإسلام، إن هناك ثلاث مجموعات وراء هذه الأحداث، الأولى مجموعة من الأحزاب والهيئات النقابية ولديهم مطالب سياسية واضحة، والثانية مثل ما حدث في مدينة البيضاء، وهم تنظيم يدعون الصبغة الإسلامية وأصبحت عسكرية، وأن مصريين وأفارقة وتونسيين مرتزقة وبلطجية من متعاطي الحبوب المهلوسة والمخدرات يقودون عمليات الهجوم على معسكرات الجيش الليبي واحتلوها وسرقوا أسلحة وذخيرة وداروا بها في الشوارع وأعلنوا إقامة ما أسماها الإمارة الإسلامية كما انشأوا إذاعة خاصة بهم. ووصف سيف الإسلام الوضع في ليبيا بالخطير جدا. وقال في خطابه للشعب الليبي إنه يتحدث إليهم بصفته كمواطن لكنه رغم ما ليس لسيف الإسلام من صفة قانونية تخول له التحدث وإصدار قرارات تاريخية؛ إلا أنه عاد ليتحدث وكأنه الناطق الرسمي للقذافي الغائب عن الساحة وسط إشاعات تقول بأنه قد غادر البلاد. واعتبر عدد من المراقبين أن إصدار سيف الإسلام لتعليمات هامة وتصريحات مصيرية، أمر مدفوع بخطورة الوضع وتأكد على أن نظام القذافي يواجه مأزق حاد وهو ما يعكسه ملامح الشحوب والهزيمة التى بدت على سيف الإسلام وهو يلقي خطابه، ليحاول وضع حد لتسارع الأحداث التي تأكد إنفلات ليبيا من بين كفي والده القذافي الذي حكمها لمدة 42 سنة، ويتوقع لها المراقبون نهاية درامية وإن سيطرة القذافي على الأمور تتجه نحو التلاشي بعد انتشار عدوى التغيير بليبيا لتعصف حالة من الغليان الشعبي بنظامه الذي يتوقع له سقوط مدوٍّ لا يقل عن ذلك الذي أدى إلى الإطاحة بجاريه المصري والتونسي قبل أسابيع. في هذا الصدد، أكد ل”الفجر” عدد من المثقفين المصريين ردا على وصف سيف الإسلام للشعب المصري بالمرتزقة استهجانهم للخطاب بشكل عام، وقالوا بأن خطاب سيف الإسلام غير حضاري وغير مسؤول على حد قولهم. وقال الكاتب والصحفي المصري الأمير كمال فرج ل”الفجر”: “المؤامرة الخارجية هي الشماعة الجاهزة التي يعلق عليها أي نظام دكتاتوري فشله، نفس الأمر حدث في تونس ومصر ويحدث في اليمن وليبيا، الحكام العرب يتعاملون مع مواطنيهم كالدواب، ولا يتصوروا أن لهذه الشعوب إرادة حرة يمكن أن تقود ثورة. لذلك كانت حكاية الأيادي الخارجية قاسما مشتركا لكل الثورات”. وأضاف محدثنا: “من الواضح أن سيف الإسلام القذافي لم يقرأ التاريخ، ولم يدرك هو - أو أبوه - بعد حجم التغيير الذي حدث ويحدث، وبدلا من أن يذعن لرغبة الشعب الليبي المطالب بالحرية، ها هو يهدد ويتوعد الشعب الليبي بحرب أهلية”. وقال: “سيف الإسلام القذافي يحاول إرهاب مصر” - نظرا لوجود أكثر من مليون مصري في ليبيا - وأوضح كمال أنها محاولة يائسة للوقوف أمام الطوفان. وقال الصحفي بجريدة الشروق المصرية، وليد تمام، ل”الفجر”: “إن الخطاب غير منطقي وغير حقيقي ويؤكد قرب انهيار النظام الليبي لاحتوائه على عبارات سمعتها مسبقا في خطابات رؤساء عرب مخلوعين” وأضاف: “مصر لا تتدخل في شؤون ليبيا، فالشعب الليبي ناضج بما فيه الكفاية ليحدد اختياراته، وأنا أعتقد أنه اختار خلع القذافي”. وقال سيف الإسلام خلال كلمة وجهها عبر التلفزيون الرسمي الليبي إن ارتفاع أعداد القتلى يرجع إلى عدم تدرب قوات الجيش على مواجهة عمليات الشغب، مضيفا أنه اتصل أكثر من مرة بهذه المقرات التي أكد المتواجدون فيها أن الناس الذين يهجمون عليهم يتعاطون مخدرات وحبوب مهلوسة ويضطرون إلى إطلاق النار عليهم، متهما وسائل الإعلام بالمبالغة في عدد القتلى والذي لم يصل إلى 84 في بنغازي. ووصف الكاتب عصام السبع أمين التنظيم لحزب الأحرار المصري خطاب سيف الإسلام بالكوميدي، وقال في تصريحات خاصة ل”الفجر”: “الخطاب كان نوعا من الكوميديا السوداء”، وأوضح أنه يستغرب أن يكون هناك مسؤول يقوم بتهديد شعبه في إشارة منه لما قاله سيف الإسلام عن أن الليبيين سوف يحرقهم الجوع والفوضى. وأضاف محدثنا: “سيف الإسلام يحرض الليبيين على المصريين والتونسيين ويدعو للفتنة”. ونفى عصام قيام مصريين بأعمال الشغب وقال: “الجيش الليبي لا يرغب في التورط حاليا في قمع المواطنين، وإن استسلام ثكنات الجيش في بنغازي للمواطنين يدخل في هذا الإطار. وقد يكون الموقف المحايد للجيش وراء لجوء نظام القذافي إلى مرتزقة أفارقة للقضاء على الانتفاضات، حيث تؤكد مختلف شهادات الليبيين خاصة في بنغازي وجود أفراد أفارقة يقومون بالقتل”. وقال الكاتب والصحفي المصري علي المنسي ل”الفجر”: “القذافي يضلل شعبه بالكذب والافتراء والتهجم على المصريين ما هو إلا تخريف منه”. وأضاف محدثنا: “هل لم يخلق الله في ليبيا شخص يستطيع أن يقود تلك الأمة”. من جهة ثانية، لم يشر نجل القذافي في خطابه إلى تورط جزائريين في الأحداث لا من قريب ولا من بعيد، فبينما تحدث بإسهاب عن مصر وتونس وانتقل أيضا في خطابه للحديث عن المغرب، لم نلاحظ أي إشارة منه للجزائر، رغم أن بعض الجهات الإعلامية روجت لتورط جزائريين ضمن مرتزقة القبعات الصفر الذين استأجرهم القذافي لإبادة الشعب الليبي.