رغم ما تملكه عديد المناطق بولاية باتنة من مؤهلات سياحية توصف بالهائلة وذات الاستقطاب العالمي، إلا أن عدد السياح الأجانب الوافدين على الولاية يبقى في تراجع مستمر من سنة إلى أخرى، مثلما أوضحته لجنة الثقافة والسياحة التابعة للمجلس الشعبي الولائي في الدورة المنعقدة مؤخرا اعتبرت اللجنة التقارير والأرقام المقدمة من طرف مديرية القطاع لا تمثل الواقع الحقيقي للسياحة بباتنة، الذي تبقى في تراجع ملحوظ رغم ملاءمة الظروف عما كانت عليه في السابق، كاستتباب الأمن وظهور عدد من الإطارات المتكونين أكاديميا في مختلف تخصصات السياحة. كما شدّدت اللجنة على مفهوم السائح وتعريفه القانوني مستثنية العمال القادمين لتنفيذ أشغال في إطار عقود اتفاق مع دول أجنبية، حيث لا يمكن اعتبارهم سياحا ولا يمكن إضافتهم إلى أعداد القادمين إلى الولاية بغرض السياحة والاطلاع على ما تزخر به من مناظر طبيعية وكنوز أثرية، دون غرض آخر. وكان والي الولاية لدى تفقده لواقع السياحة، مؤخرا، قد أعطى تعليمات بنفض الغبار على المنتج السياحي المحلي والتعريف به دوليا، باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة باعتباره موردا اقتصاديا هاما يمكن أن يفتح مناصب شغل معتبرة للشباب. وفي هذا السياق، أكدت اللجنة على دور الوكالات السياحية في الإشهار للسياحة المحلية، منتقدة النتائج الميدانية لعملها، حيث تمكّنت وكالات سياحية من خارج الولاية من جلب 533 سائحا أجنبيا إلى باتنة، وجلبت إحدى الوكالات بالولاية 33 سائحا، فيما لم تسجل بقية الوكالات، البالغ عددها 23 وكالة، سائحا واحدا، خلال السنة الماضية. وقد أكد مدير وكالة “الرفاعة للسياحة والأسفار” ل “الفجر” أن اتهام الوكالات بالتقصير في دورها أمر مبالغ فيه، بحكم أن مسؤول الوكالة يصطدم أثناء عمله بعراقيل تتجاوزه على مستوى الإدارة المحلية، فيما لا يجد صعوبة في التعاون مع وكالات سياحية عربية وأوربية بغرض جلب السائح الأجنبي. وتبقى هذه العملية على أهميتها مرهونة بتطور البنية التحتية للقطاع في الولاية من خدمات النقل والفندقة التي لا يمكن أن نصنع في ظلها سياحة أفضل من الموجودة حاليا، فضلا عمّا يتطلّبه القطاع من ليونة فائقة في القوانين والتنظيمات وفتح المجال للمبادرات الفردية في الجزائر بالذات التي تسعى لاسترجاع مكانتها السياحية بعد تحسن الوضع الأمني، مع التكثيف من التخصصات ذات الصلة بمراكز التكوين المهني، مع التركيز على تأهيل مرشدين سياحيين. وأفادت مصادر من مديرية السياحة بالولاية أن الحظيرة الفندقية ستتدعم مع آفاق السنة المقبلة ب 1178 سريرا، أي بزيادة 68 بالمئة، ولا تتوفر الولاية حاليا على أكثر من 14 فندقا، منها ثلاثة يمكن استغلالها سياحيا.