زادت حدة الضغوط الدولية المطالبة للعقيد معمر القذافي بالتنحي منعا لإراقة المزيد من دماء الليبيين، وأعلنت العديد من القوى الغربية الكبرى عن إجراءات عملية لمعاقبة نظام القذافي، بسبب العنف الشديد الذي قابل به التظاهرات السلمية للشعب الليبي وفي أحدث ردود الفعل الدولية تجاه التطورات في ليبيا، علقت إيطاليا اتفاقية مع ليبيا تتضمن مادة تنص على عدم العدوان، وكان البلدان قد توصلا عام 2008 إلى معاهدة الصداقة، التي سوت حسابات أكثر من 30 عاما من الاستعمار الإيطالي لليبيا. وفي إشارة إلى فقدان القذافي أحد أقرب حلفائه في أوروبا، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن سقوط القذافي أصبح "حتميا". وأضاف في مقابلة تلفزيونية "لقد أصبح ذلك حتميا، أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة اللا عودة"، ومضى يقول "لم نشهد في السابق وضعا حيث يعطي رئيس نظام أمرا بقتل أشقائه وشقيقاته، ويصل إلى حد الدفع لمرتزقة من أجل ذلك". وفي ألمانيا انضمت المستشارة الألمانية، أنجيلا مريكل، لأصوات قادة الدول الغربية المطالبة بتنحي القذافي، مؤكدة أن قرار رحيله قد "حان منذ فترة طويلة". واعتبرت مريكل في بيان خاص أصدرته أمس أن قرار مجلس الأمن الذي صدر ضد نظام القذافي هو رسالة إلى جميع من وصفتهم بالزعماء الاستبداديين، مفادها أنه "لن يتم التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اعتبر القذافي فاقدا للشرعية، وقال في اتصال هاتفي مع مريكل السبت "حينما لا تكون لدى زعيم من وسائل البقاء إلا استخدام العنف الشامل ضد شعبه فقط فإنه فقد الشرعية في أن يحكم، وينبغي أن يفعل الشيء الصواب للبلاد من خلال المغادرة الآن". وكان البيت الأبيض قد أمر في وقت سابق بتجميد جميع الأصول المملوكة للحكومة الليبية وللقذافي ولأفراد أسرته، كما تقرر إغلاق السفارة الأمريكية بطرابلس إلى جانب سلسلة من القرارات التي جاءت في تصعيد واضح للموقف ضد النظام الليبي بسبب قمع أجهزته الأمنية الثورة الشعبية المطالبة بتنحي القذافي عن الحكم. وفي لندن نفى وزير الخارجية، وليام هيغ، أن يكون رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، قد أخبر الحكومة البريطانية مسبقا باتصاله بالقذافي مرتين خلال الأيام الماضية لإقناعه بالكف عن استعمال العنف ضد شعبه. من جانبها، ذكرت صحيفة "الإندبندنت أون صنداي" أن بلير اتصل الجمعة بالقذافي ودعاه لوقف أعمال العنف، ثم اتصل مرة ثانية بمبادرة من وزارة الخارجية لحثه على الرحيل. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه لندن عن إغلاق سفارتها في العاصمة الليبية، وهو نفس الإجراء الذي اتخذته فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد دعا القذافي في وقت سابق لمغادرة سدة الحكم، وقال في مؤتمر صحفي "السيد القذافي يجب أن يرحل".