حاولت الصحف الوطنية المكتوبة أن تقول كلمتها ومنافسة باقي وسائل الإعلام العربية والأجنبية نقل تفاصيل ما يحدث في عدد من الدول العربية التي تعرف شوارعها غليانا شعبيا، بعضها انتهى بالنصر وأخرى تنتظر. ما دفع ببعضها إلى اعتماد مراسلين لنقل الثورة من قلب الحدث بعيون صحفييها مع تخصيص مساحات أكبر للتحليل والنقاش، فيما اكتفت أخرى بنقل الخبر على ذمة الوكالات وبحكم الجيرة التي تربطنا بهذه الدول التي تشهد تغييرا جذريا في أنظمتها الحاكمة، وبالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي يبديه الشارع الجزائري بما يحدث هناك، فقد كانت عدد من الجرائد الوطنية حريصة على إفراد صفحات أكبر لهذه الثورات التي يدرك أن القارئ الجزائري يبحث عن مصداقية ما يحدث بها بين الصحف الوطنية، مع تأكيدها على مبدأ نقل الخبر أولا قبل الخوض في مفهوم دعمها لهذه الثورات. فالقائمون على القسم الدولي في يومية "الخبر" ارتأوا تخصيص مساحة إخبارية أكبر وصلت إلى خمس صفحات تماشيا مع أهمية الحدث، مع اعتماد مراسلين من هذه الدول أو إيفاد صحفيين من الجريدة وذلك منذ بداية هذه الثورات الشعبية التي كانت فاتحتها من الجارة تونس التي تم اعتماد مبعوثين خاصين إليها، وهو نفس الأمر بالنسبة لثورة مصر بانتداب صحفية مصرية كانت تنقل كل الأخبار من ميدان التحرير، كما يتواجد حاليا صحفي من الجريدة في طرابلس لنقل ما يحدث. وأشار مسؤول القسم الدولي بالجريدة إلى الاعتماد كذلك في مختلف هذه التغطيات على التحليل على لسان مختصين من هذه البلدان بالإضافة إلى الحوارات، هذا دون تجاهل بعض ما تأتي به عدد من وكالات الأنباء العالمية. وبالحديث إلى نائب رئيس تحرير يومية "الشروق" وجدنا أن الجريدة كانت حريصة كسابقتها على التواجد من خلال صحفييها ومراسلها في قلب الحدث، حيث كشف هذا الأخير عن اعتماد مراسلين من مصر وهو نفس الحال مع ثورة تونس من قبل بإيفاد ثلاثة صحافيين آخرين. إلا أن الأمر اختلف مع الجارة ليبيا بالنظر إلى الحصار المفروض عليها حيث تم الاكتفاء بالاتصال بأطراف من المعارضة في ليبيا وخارجها مع تحليل الأخبار وآخر المستجدات مع إجراء حوارات وروبورتاجات، مع الحديث إلى المواطنين النازحين، هذا بالإضافة إلى الاعتماد ولو بنسبة ضئيلة على ما تأتي به بعض الوكالات العالمية. بدوره أشار مسؤول القسم الدولي بيومية "الجزائر نيوز" أنه منذ بداية هذه الثورات تم تخصيص مساحة أوسع لهذا النوع من الأخبار على خلاف الأيام العادية والتي تتراوح حسبه بين المعلومة والتحليل والحوار مع أهل الاختصاص، بالإضافة إلى الروبورتاجات وهي المادة التي كانت تفرض نفسها على عدد الصفحات التي يقول أنها وصلت إلى خمس صفحات. كما أشار المتحدث أن الجريدة كانت حريصة على إيفاد مراسلين لها إلى تونس ومصر، إلا أنها اكتفت بمندوب لها بواد سوف بالنظر إلى شح الأخبار حول ثورة الشارع الليبي وصعوبة الوصول حاليا إلى طرابلس. وبالتقرب من يومية "le jeune indépendant" كشف المسؤول عن القسم الدولي أن خط الجريدة يفرض عليها قبل كل شيء تقصي المعلومة التي يتم الاعتماد في مصدرها بشكل عام على الأنترنت وبعض المؤسسات الإعلامية الثقيلة. ويضيف أنه بالنظر إلى الارتباط الكبير بين الجزائر وهذه الدول فإن الجريدة تسعى إلى متابعة كافة المستجدات بما يتوفر من معلومات لديها من المصادر السابقة، لكونها كانت تفتقر في كل مرة إلى مراسلين من عين المكان، أما المساحة المخصصة لها فإنها صفحة واحدة في الغالب.كما أشار إلى أن الجريدة رغم سياستها الداعمة لمطلب هذه الشعوب إلا أنها ترفض أن تتماشى كبقية الصحف مع منطق ضرورة إسقاط هذه الأنظمة العربية دون الالتفات إلى حقيقة وجود أطماع أجنبية يمكن أن تعصف بهذه الثورات الشعبية.