استفاد الغاز المسال من كارثتي الزلزال المدمر وما تبعه من موجات التسونامي التي ضربت اليابان، وعطلت المفاعلات النووية، فرغم تراجع أسعار النفط مخافة الركود الذي قد يتبع الكارثة، إلا أن أسعار الغاز في ارتفاع لبروز المادة كبديل أساسي للطاقة النووية، مع احتمال تحولها إلى الركن الرئيسي في تركيبة مصادر الطاقة العالمية. وقال المحلل الاقتصادي الدولي، هاري تشلنغوريان: “إن الشحنات اليوم تحوم حول العالم إلى اليابان، وهناك اتجاه متزايد لدى طوكيو للاعتماد على الغاز المسال، وهذا يعني أن كميات الغاز المتوجهة إلى أوروبا ستتراجع خلال الفترة المقبلة”. وقال طوم والون: “هناك تغيرات على كل المستويات اليوم، ليس فقط بالنسبة للطاقة النووية، بل حتى بالنسبة للنفط والغاز”. واستغرب والون ارتفاع أسعار الغاز قائلا: “ما من مبرر واضح لارتفاع أسعار الغاز في العالم حاليا، خاصة أن الولاياتالمتحدة تنتج اليوم كميات أكبر من الغاز، وبالتالي فإن اعتمادها على الاستيراد هو أقل من قبل، ولذلك فهناك في الأساس كميات إضافية موجودة في السوق”، وبالنسبة للفحم، فهو ينتج ويستخدم بشكل واسع من قبل الدول النامية، وعلى رأسها الصين، إلى جانب الدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة، ويتوقع خبراء أن ترتفع أسعار الفحم حتى قبل أن تطلب اليابان زيادة استيرادها من هذه المادة. ويقول هايدن أتكنز إن التأثير على أسعار الفحم لن يظهر حاليا، ويشرح قائلاً: “معامل الطاقة التي تعتمد على الفحم الحجري لا يمكن تشييدها قبل 3 إلى 5 أعوام، وليس من الواضح الاتجاه الذي قد تسلكه اليابان لتنويع مصادر الطاقة لديها، وما إذا كانت ستلجأ للفحم الحجري. ويضيف أن السؤال اليوم يتعلق بالكارثة اليابانية، إن كانت ستدفع الغرب إلى التخلي عن الطاقة النووية بشكل تام، فأوروبا مثلا تعتمد على المفاعلات النووية لإنتاج ثلث حاجتها من الكهرباء، كما أن العديد من الدول كانت تسعى إلى بناء مفاعلات لأهداف بيئية تتعلق بالحد من انبعاث الغازات الضارة.