وقع انفجار جديد أمس، هوالثالث من نوعه خلال أربعة أيام في محطة فوكوشيما النووية شمالي شرقي اليابان، وسط احتمال حدوث تسرب إشعاعي يفاقم الوضع الذي تشهده اليابان عقب الزلزال المدمر الذي خلف آلاف من القتلى، في حصيلة مرشحة للارتفاع، وذلك في أسوأ كارثة طبيعية يشهدها تاريخ اليابان الحديث. ووفقا لوسائل إعلامية يابانية، أعلنت مصادر حكومية في طوكيو أن دوي انفجار سمع أمس، في المفاعل رقم 2 بمحطة فوكوشيما النووية في حادث هوالثالث من نوعه خلال أربعة أيام. ولم تستبعد وكالة الأمان النووي اليابانية احتمال أن يكون الانفجار الجديد قد أعطب إحدى الحاويات الفولاذية لقلب المفاعل الثاني في مجمع فوكوشيما داييتشي التي تحتوي على قضبان الوقود النووي المهددة بالانصهار، في تطور أكد خبراء مختصون أنه سيؤدي إلى حدوث تسرب إشعاعي كبير إذا تصدعت الجدران الفولاذية للوعاء الواقي لقلب المفاعل. وحذرت الوكالة من أن مستويات الإشعاع تجاوزت أمس، النسب المسموح بها عقب الانفجار الذي وقع -بحسب تصريحات رسمية- في أعقاب جهود حثيثة من عمال المحطة للإبقاء على قضبان الوقود النووي للمفاعل رقم 2 مغمورة في الماء، مع محاولاتهم المتكررة لضخ مياه البحر إلى المفاعل. وقالت طوكيو إليكتريك باور، الشركة القائمة على تشغيل المجمع، إن انخفاضا في الضغط وقع عقب الانفجار في مفاعل فوكوشيما رقم 2، وهوما يشير إلى احتمال حدوث تسرب بالتزامن مع هبوب رياح جنوبية قال الخبراء المختصون إنها تزيد من انتقال الجزيئات الإشعاعية باتجاه العاصمة اليابانية طوكيو. يشار إلى أن أنظمة التبريد في المفاعلات النووية بمجمع فوكوشيما المعدة لتوليد الطاقة الكهربائية، تعطلت بسبب تداعيات الزلزال وأمواج المد البحري (تسونامي) التي ضربت المناطق الشمالية الشرقية من اليابان يوم الجمعة الماضي. كما وقعت انفجارات هيدروجينية في المفاعل رقم 1 يوم السبت الماضي، تلاه انفجار آخر أمس الأول، في المفاعل رقم 3 بعد دقائق من هزة ارتدادية ضربت المنطقة وبلغت قوتها 6.2 درجات على مقياس ريختر، كما وردت أنباء عن حدوث حريق في المبنى الذي يضم المفاعل رقم 4. على المستوى الرسمي، أعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتوكان أمس، أنه سيقود بنفسه غرفة عمليات متكاملة للتعامل مع الأزمة النووية تضم مسؤولين حكوميين وممثلين عن شركة طوكيو إليكتريك باور. وأبلغ ناوتوكان مؤتمرا صحفيا أن مستويات الإشعاع حول مجمع فوكوشيما داييتشي باتت مرتفعة، مؤكدا حرص السلطات المختصة على بذل قصارى جهدها لمنع هذا التسرب من الانتشار، داعيا مواطنيه إلى التزام الهدوء في مواجهة أزمة وصفها بأنها الأقسى في تاريخ اليابان منذ الحرب العالمية الثانية. وكان كبير متحدثي الحكومة اليابانية يوكيوإدانو، طلب من السكان المقيمين بالقرب من المفاعلات في فوكوشيما على بعد 240 كيلومتر شمال طوكيو والذين لم يستجيبوا لأوامر الإخلاء أن يغلقوا أبوابهم ونوافذهم وعدم ارتداء ملابس كانت معلقة خارج منازلهم. بيد أن المتحدث الرسمي نفى وجود أي خطة في الوقت الراهن لتوسيع منطقة الإجلاء المعلن عنها سابقا والتي تمتد على مسافة عشرين كيلومترا في محيط مجمع فوكوشيما. ولم ترد تعليقات رسمية حتى الآن من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي كانت قد أكدت أمس الأول، عدم وجود مؤشرات على حدوث انصهار للمفاعل الأول في محطة فوكوشيما للطاقة النووية باليابان وأنه من غير المرجح أن يتفاقم الأمر ليتحول إلى كارثة بحجم انفجار مفاعل تشرنوبيل السوفياتي في أوكرانيا قبل 25 عاما. وقال المدير العام للوكالة، يوكيا أمانو-وهوياباني- إن الاختلاف الأساسي بين كارثة اليابان والكارثة في أوكرانيا هو أنه لن يحدث تفاعل تسلسلي في أي مفاعل من مفاعلات فوكوشيما، وإن قلوب المفاعلات اليابانية موجودة داخل حاويات عازلة خلافا لما كان معمولا به في مفاعل تشيرنوبل. على حد قوله . وفي ما يتعلق بعدد ضحايا الزلزال المدمر في اليابان، رجح مسؤولون يابانيون أن يصل القتلى إلى عشرات الآلاف بعد تأكيدات رسمية أمس الأول، بأن الحصيلة المسجلة رسميا بلغت ستة آلاف قتيل مع الإشارة إلى أن الحكومة اليابانية كانت قد أعلنت إنقاذ 15 ألف شخص. وفي منطقة أوناجاوا التابعة لمقاطعة مياجي -إحدى أكثر المناطق تضررا- تم انتشال أكثر من ألف جثة كما تم العثور على أكثر من ألف جثة أخرى في مقاطعة مينامي سانريكو. وذكرت تقارير إخبارية أنه ما زال هناك عشرات الآلاف في عداد المفقودين في حين حذرت هيئة السياحة اليابانية من أنه لم يتم التعرف على مواقع حوالي 2500 سائح في المناطق المنكوبة، في الوقت الذي تعذر على السلطات التواصل مع نحوثمانية آلاف شخص من سكان مدينة أوتسوتشي الصغيرة في مقاطعة إيواتي مع تأكيدات رسمية بإجلاء 550 ألف شخص إلى مناطق إيواء مؤقتة حتى مساء أمس الاثنين .