وقّّّع أمس رؤساء النوادي والمكاتب الرياضية بولاية الوادي، عريضة استقالة واحتجاج على ما اعتبروه إهانة لهم من وزير الشباب والرياضة، الهاشمي جيّار، في قاعة الاجتماعات بمقر الولاية، وهددوا بمسيرة شبانية ضخمة لتوجيه رسالة لرئيس الجمهورية ينددون فيها بتصرفات وزير الشباب والرياضة الذي أهانهم في عقر دارهم استقالة جماعية لمكاتب الفرق الرياضية بوادي سوف ودعوة لمسيرة احتجاجية جيار: لم آت للاستماع للانشغالات؛ بل لتنبيهكم بعدم اتباع ثورات الدول العربية رؤساء النوادي الرياضية بولاية الوادي الذين ينشطون في مختلف الأقسام، قالوا في رسالة الاستقالة التي استلمت “الفجر” نسخة منها، أنهم يأسفون للأوضاع التي يعرفها قطاع الشباب والرياضة بالوادي، مضيفين أن استقالتهم جاءت نتيجة للأوضاع المزرية التي تعيشها نواديهم، سواء من الناحية المادية أو غياب المنشآت. وأضافوا أن هذه المشاكل جاءت متزامنة والتهميش الذي أحسوا به من طرف وزير القطاع خلال زيارته الأخيرة للولاية. وندّدت فرق أولمبي الوادي لكرة القدم، واتحاد الربّاح لكرة القدم والتضامن السوفي، وفريق أولمبي الوادي لكرة اليد، بأقوال وتصريحات الوزير الذي قال إنه “.. لم يأت للوادي لحلّ مشاكل النوادي والشباب، بل جاء بغرض تنبيه الشباب ودعوتهم للتصدي للاحتجاجات الزاحفة على الدول العربية والوافدة من الدول الغربية..”. وهذا في رده على طلبات الإعانة والمساعدة التي تقدم بها رؤساء النوادي له في جلسة العمل التي جمعته بأعيان المنطقة ومنتخبيها بمعية مسؤولي النوادي الرياضية النشطة على مستوى البلديات. ولم يكتف الوزير عند هذا الحد، وأضاف “أنه يعرف مشاكل القطاع بالولاية وأن الدولة لا تملك من الأموال لتغطية العجز المسجل في المنشآت الرياضية التي تفتقر إليها الولاية.. وما على شباب الوادي إلا الانتظار إلى بعد 2014 بعد استكمال المشاريع في ولايات الشمال..”. أعيان الولاية وشيوخها ينسحبون من القاعة هذه الكلمات لم يهضمها أعيان الولاية وشيوخها، ممن حضورا الجلسة واعتبروها إهانة لهم ولأبنائهم، وقرّروا أمام مرأى الوزير والوالي الانسحاب من القاعة، وقالوا إن الوزير لا يمثل الدولة الجزائرية، مستغربين خطابه “الاستفزازي” والذي فسره بعضهم بعجز الوزير عن تبرير تجاهله وتهميشه لولاية الوادي. وأمام هذا الاحتقان وانسحاب بعض نواب البرلمان الذين انضموا لأعيان ومشايخ المنطقة، قاطع رئيس المجلس الشعبي الولائي الوزير بالقول إن مشاريع الشباب والرياضة متوقفة منذ سنوات، وأن مشاريع رئيس الجمهورية الطموحة في مختلف البرامج طيلة السنوات العشر من عهدته لم تجسد ببلديات الولاية، وهو موثق في تقارير المجلس منذ سنوات، مشيرا إلى أن جميع مديري القطاع الذين تعاقبوا على الوادي عجزوا عن تجسيد مشاريعه التنموية التي يوجد منها من لم ينطلق أصلا رغم مرور 10 سنوات على ذلك. ورغم تهدئة الوالي ورئيس المجلس لرؤساء النوادي وأعيان الولاية ومنتخبيها، إلا أن الوزير أصرّ على كلامه في تجاهل مطالبهم، وأضاف أنه كان ينتظر أسئلة حول أسباب الثورات في الدول العربية والهجمة الغربية عليهم، وقال “إنه يتعين عليكم يا رؤساء النوادي الرياضية والمشرفين على الرياضة بالولاية تحذير الشباب من تتبع أخبار الثورات خاصة الثوار بليبيا..؟”. وهنا تدخل عضو المجلس الولائي السعيد ديدي مخاطبا الوزير بالقول “.. يتعين عليك الإنصات والاستماع لانشغالات الشباب، وليس تهديدهم وترهيبهم بأمور سياسية”، وأضاف زميله عبد القادر قعري: “كيف لك سيادة الوزير أن تطلب منّا توجيه الشباب وأنت قلت إنك لن تقدم الدعم لمسؤولي الفرق الرياضية.. هذا خطاب موجه ونيتك وصلت في أنك جئت لتقول إن أمريكا بالقرب منكم في ليبيا واحذروا من الانضمام أو التأثر بثوار ليبيا الثائرين على القذافي.. “.. يذكر أن جلسة العمل هذه جاءت في نهاية الزيارة التفقدية التي قادت الوزير إلى مرافق رياضية ببلديات الوادي في اليومين الماضين، والتي تسببت في دخول مسؤولي النوادي الرياضية في مشاورات ماراطونية مع شباب البلديات تحضيرا لمسيرة أمام مقر الولاية. رئيس المجلس الشعبي الولائي لا يعقل أن يقول الوزير هذا الكلام اندهش رئيس المجلس الشعبي الولائي لتصريحات الوزير جيار، وتساءل هل كان الوزير يدرك حجم الكلام الذي صرح به، رغم كوننا، يضيف رئيس المجلس، كنا ننتظر إجابات مقنعة حول تعثر تجسيد مشاريع رئيس الجمهورية في قطاع الشباب والرياضة طيلة السنوات 10 الماضية. لا يعقل أن يقول الوزير مثل هذا الكلام الاستفزازي لشباب ولاية الوادي. مجموعة من شيوخ المنطقة انسحبنا لأن الوزير شتمنا في دارنا ونطالبه بالاعتذار العلني شيوخ المنطقة وأعيانها ممن انسحبوا من قاعة الاجتماعات بمقر الولاية احتجاجا على تصريحات الوزير، قالوا ل”الفجر” إنه لا يعقل أن يكون هذا خطاب مسؤول في الحكومة “لقد شتمنا في عقر دارنا.. هل ننتمي لدولة مجاورة حتى يقول الوزير حذروا أبناءكم من التأثر بأفكار الثوار في ليبيا، غريب، خطاب لم نفهم المغزى منه ؟.. إنه يدخل في خانة تحريض الشباب على العنف والاحتجاج ؟؟..”.