تفصل المحكمة الجنائية لدى مجلس قضاء بومرداس، خلال الدورة الحالية في قضية تورط فيها أزيد من 15 صيادا، ينحدرون من ولايتي بومرداس وعين تيموشنت، متهمون بالانخراط في جماعة إرهابية مسلحة وتمويلها وتموينها بشتى الوسائل، والمشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وتداول مواد متفجرة، مع جنحة عدم الإبلاغ في حق 13 متهما، ستة منهم من ولاية عين تيموشنت توصلت التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية عبر مختلف مناطق البلاد، إلى اكتشاف علاقة سرية بين التنظيم الإرهابي المسلح أو ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وبين الصيادين أصحاب الزوارق البحرية، حيث كان يحصل على مبالغ مالية معتبرة من الصيادين الذين ينشطون على مستوى موانئ زموري البحري، دلس وتيغزيرت بولايتي بومرداس وتيزي وزو، حيث تتصل العناصر الإرهابية بأصحاب الزوارق عن طريق عناصر الدعم والإسناد لتحديد المبالغ الواجب دفعها وموعد تسليمها، كما تم الكشف عن علاقة أصحاب الزوارق الذين يستعملون المواد المتفجرة في عمليات الصيد بالإرهابيين، حيث يخصصون جزءاً من المواد المتفجرة للجماعات الإرهابية المسلحة، بغرض استعمالها في صنع الأحزمة الناسفة وتلغيم المركبات، وكذا تحضير القنابل التقليدية التي يتم زرعها على المسالك المؤدية للمعاقل، وتمكنت ذات المصالح من التوصل إلى معرفة مصدر المواد المتفجرة، التي يتم جلبها من موانئ غرب البلاد، وتحديدا من ميناء بوزجار بولاية عين تيموشنت، بعد تهريبها من المغرب. وقد اعترف بعض أصحاب سفن الصيد وعمالهم أثناء التحقيق، بالتنقل على متن سفنهم إلى ميناء “بوزجار”، لشراء مادة ال”تي.أن.تي” قصد استعمالها في صيد السمك، كما كشفوا عن اسم بائع المتفجرات بميناء بوزجار، المدعو “بارودي”، وذلك بوساطة المدعو “ب. أ”، الذي يشتريها من المسمى “ي. ر”، ليسلمها بدوره إلى “ه. س”، حيث يقوم هذا الأخير بتوزيعها على سفنه. واعترف الصياد “ت.خ” بتعامله مع الجماعات الإرهابية المسلحة النشطة بسرية زموري، منذ سنة 2008، حين توقف عن العمل بميناء “بوزجار” في عين تموشنت، حيث تعامل مع أخيه الإرهابي المدعو “ت. أحمد” المدعو “شعيب”، وكذا الإرهابي “عبد الرحمان”، بعد أن اتصل به شقيقه وطلب منه أن يؤمن له كمية معتبرة من الأغراض والمستلزمات التي تستعمل في صنع القنابل التقليدية، تتمثل في 50 مترا من الأسلاك الكهربائية، 30 بطارية و50 صنارة، وكذا كمية من المواد الغذائية، ليسلمها لإرهابي يجهل هويته بمنطقة بني عمران، الذي بدوره سلمه مبلغ 5000 دينار. وأضاف المتهم “ت. خ” أنه قضى أربع سنوات في مهنة صيد السمك باستعمال مادة الديناميت بعين تيموشنت، رفقة صيادين آخرين، وكشف عن قائمة تضم 13 شخصا ينشطون ضمن شبكات الدعم والإسناد، من بينهم ثلاثة قصر، حيث يقومون جميعهم بتزويد ومساعدة الجماعة الإرهابية المسلحة الناشطة على مستوى ولاية بومرداس. من جهته، صرح المتهم “ر. أ” عند سماعه أثناء التحقيق، أنه شارك وساهم في تمويل الجماعة الإرهابية المسلحة التابعة لكتيبة الأرقم المنضوية تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة الإرهابي “ قوري عبد المالك” المدعو “خالد عبد الرحمان”، وذلك منذ شهر فيفري 2009، حيث كان أول لقاء معهم عن طريق أخيه الإرهابي المدعو “عبد الرحمان” أمام مقر سكناه، الذي كان رفقة مجموعة إرهابية مسلحة، حيث طلب منه أن يستعد للعمل لفائدة الجماعة المسلحة، وأضاف أن اللقاءات توالت بينه وبين عناصر الجماعة الإرهابية عدة مرات وفي عدة أماكن، واعترف بأنه كان يؤمن لهم ما يحتاجونه بعد إرسالهم رسائل نصية قصيرة على هاتفه النقال، مقابل مبالغ مالية معتبرة تتجاوز 10 آلاف دينار عن كل عملية، حيث كان يشتري لهم المواد الغذائية من محلات مختلفة حتى لا ينكشف أمره، كما أمن لهم ماكينة خياطة بلوازمها. وقال المتهم “ر. أ” إن العمل مع الجماعة الإرهابية تطور إلى نقل عناصرها من مخابئهم إلى مناطق تنفيذ الاعتداءات الإرهابية، ثم يعاود إخلاءهم بعد الانتهاء من العملية نحو مناطق آمنة، باتخاذ مسالك آمنة خالية من الحواجز الأمنية، واعترف بمشاركته في عملية نقل تسعة إرهابيين، بعدما طلب منه أخوه الإرهابي المدعو “عبد الرحمان” أن يحضر سيارته وكمية كبيرة من الأدوية إلى الجسر الرابط بين بلديتي الثنية وتيجلابين ببومرداس، قصد نقلهم إلى غابة “حي اللوز”، بعد تنفيذهم لاعتداء إرهابي بزموري، يوم 2 ماي 2009، الذي راح ضحيته رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لزموري، ونائبه، وأصيب مواطن بجروح خطيرة. وأنكر جميع الصيادين ومالكي السفن التصريحات السابقة، ونفوا أن يكونوا قد تعاملوا مع الجماعات الإرهابية المسلحة أو زودوها بمواد متفجرة.