أخذ عدد الأطفال المولودين خارج إطار الزواج في تزايد مستمر، حيث بلغ عددهم أكثر من 3 آلاف طفل في العام، وهو الأمر الذي يستدعي إعادة النظر فيه بالنظر إلى المعاناة التي ترافقهم منذ يوم ولادتهم، بدءا من المكان الذي سيأويهم ثم عدم حصولهم على وثائق تثبت نسبهم دعا عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة “ندى”، إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة عمل مراكز استقبال الأطفال المولودين خارج إطار الزواج وفي طرق التعامل معهم، مشيرا إلى أن ال 50 مركزا الموجود لاستقبال الطفولة المسعفة لا تفي بالغرض، خاصة فيما يتعلق بتسوية وثائقهم قبل خروجهم من المراكز. وأوضح أن الشبكة تأسست كطرف مدني في عدة قضايا من أجل تسوية وثائق مراهقين بلغوا سن ال17 و18سنة، وعلق قائلا: “المراكز لا بد من أن تجهز بآليات لتحل المشكل وليس لتستقبلهم لمدة ثم تخرجهم للشارع”. في هذا السياق، قال المتحدث إن المحيط الطبيعي للطفل هو الأسرة، وعليه فإن تواجد الأطفال في المراكز لابد أن لا يتجاوز فترة محددة، وهي الفترة التي تتم فيها تسوية وثائقهم، والمشكل الآخر هو أن مراكز استقبال الأمهات العازبات تستقبلهن من دون أطفال، حيث تتخلى الأم عن طفلها بعد 3 أشهر من وضعه، داعيا في هذا الجانب إلى تمديد هذه المهلة إلى فترة أطول يمكن للفتاة أن تجد فيها مكانا تأوي إليه وعمل تنفق منه على طفلها إن أرادت الإحتفاظ به. من جهة ثانية، دعا رئيس شبكة ندى إلى ضرورة تسهيل إجراءات الكفالة ما دامت الكثير من العائلات تطلب تربية الأيتام، حتى أن بعض العائلات تشتكي من البيروقراطية التي تحول دون كفالتهم لطفل، مؤكدا في سياق حديثه “أن إجراءات الكفالة لا تتعدى 10 أيام بل إن هناك ملفات سويت في ظرف 48 ساعة”. في هذا الشأن، قال عرعار إن شبكة “ندى” نسقت مع عدة عائلات من أجل كفالة الأطفال المولودين خارج إطار الزواج، حيث عالجت 50 ملفا في هذا الشأن، وفي 20 حالة كانت الأمهات قاصرات. وأوضح أن الشبكة تتعامل مع الأمهات العازبات قبل وضع الحمل وتحضر العائلة وذلك لحماية الجنين أولا والأم ثانيا، خاصة أن الكثير منهن يفكرن في الانتحار أو قتل أطفالهن أو رميهن في الشارع، مشيرا إلى أن الطفل لم يختر هذه الظروف ليولد فيها، وأن الكثيرات لم يردن الوقوع في هذا المأزق، في إشارة منه إلى حالات الإغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تروح بعض القاصرات ضحية لها. وأضاف ذات المتحدث أن الشبكة على اتصال دائم مع الأم وتساعدها للخروج من الوضعية الصعبة التي تمر بها، ومرافقتها إلى حين وضعها للمولود، وتكون عندها مهلة للتفكير في إجراءات تقديم الطفل للعائلة الحاضنة وتساعدها الشبكة في الإجراءات القضائية، وتحضر معها في الجلسة القضائية السرية التي تحضر فيها الأم والعائلة الكافلة فقط. الشبكة عالجت قضايا تتعلق بمراهقات وقاصرات في هذا الإطار، قال عبد الرحمان عرعار إن الشبكة تعاملت مع حالات عديدة:”ساهمنا في حل عدة قضايا لفتيات حملن عن طريق الخطأ وساعدناهم لكي لا يعالجن الخطأ بأخطاء أكبر منها، ففي أحيان كثيرة لا تجد الفتاة آذانا صاغية فتقوم بارتكاب جريمة قتل في حق طفلها أو تنتحر، وكثيرة هي الأمثلة في الواقع الجزائري..”. وأضاف موضحا أن المشكل يطرح في مصدر العيش الذي تعتمده الفتاة لإعالة نفسها ومولودها بعد تخلي العائلة عنها، وهو ما يحدث حتى بالنسبة للنساء المطلقات اللواتي يتخلى عنهم الأزواج ويرمون بهم مع أطفالهم في الشارع. كما أن هذه الحالة لا تتعلق بالأمهات العازبات فقط، بل يتعداه إلى المطلقات والأرامل اللواتي لا يجدن مكانا تلجأ إليه، فتضطر للعمل كعاملات نظافة في البيوت وتنام في الشارع، حتى اللواتي يقصدن مراكز استقبال النساء في بدون مأوى يضطررن لمغادرة المراكز بحجة الاكتظاظ وعدم قدرة المراكز على الإنفاق.