ناشد الأساتذة المتعاقدون الذين لم تسوّ وزارة التربية الوطنية وضعيتهم حتى الآن رئيس الجمهورية التدخل العاجل لإدماجهم رفقة زملائهم المستخلفين، معتبرين أن سنوات الخبرة في مجال التدريس من سنتين إلى 17 سنة ذهبت أدراج الرياح بسبب الإدماج العشوائي الذي اعتمدته الوصاية مؤخرا قام أمس العشرات من الأساتذة المتعاقدين، من الجنسين، بالتجمع أمام مقر دار الصحافة “الطاهر جاووت” بساحة أول ماي، حاملين لافتات كتب عليها “لا سياسة ولا تسييس.. مطلبنا هو التدريس”، وشعارات “الإدماج أو الممات”، “هل الجزائر دولة قانون أم دولة حظوظ”، “تلاميذ يدمجون أساتذة يطردون”. واعتبر الأساتذة المتعاقدون في تصريح ل”الفجر” أن وزارة التربية الوطنية ماضية في إقصاء من ضحوا وأمضوا سنوات وسنوات في خدمة القطاع وخاطروا بحياتهم في مناطق نائية معزولة، “ويوجد من زملائنا من عمل في عدة مناصب منها المعلم، المدير، الطباخ، وحتى حارس المدرسة والآن قرروا التخلص منا بهذه السهولة أهذا هو رد الجميل يا وزارة؟”. أما أستاذ يبلغ من العمر 41 عاما فصرح ل”الفجر” بأن سياسة الإدماج العشوائي التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية، “بعدما قررت السلطات العمومية وضع حد لمشكلتنا، هي التي عقدت الأمور وجعلت أشخاصا آخرين يأخذون مناصبنا، طبعا تم ذلك بطرق ملتوية ويشوبها الكثير من الغموض”. أما أستاذة أخرى فوصفت ما يجري للأساتذة المتعاقدين بالحڤرة، حيث اعتبرت أن حقوقهم اغتصبتها وزارة التربية ومنحتها لآخرين، ما يعني أنهم غير جديرين بالمناصب التي كانوا ينتظرونها منذ سنوات وكانوا يعلقون عليها آمالا كبيرة لإنهاء محنتهم، وهناك من بين من استفادوا من الإدماج في مناصب للتدريس تلاميذ كانوا يدرسون لدى بعض الزملاء لكن أساتذتهم لم يذوقوا طعم المنصب الدائم وتم فصلهم، مقدرة عدد الأساتذة المفصولين على المستوى الوطني بحوالي 5 آلاف أستاذ في كل التخصصات وفي كل المستويات. أما زميل آخر مسته محنة الأساتذة المتعاقدين أكد أن السلطات العمومية لا تزال تتلاعب بهم مرة يوجهوننا إلى مقر وزارة التربية الوطنية وعندا نذهب هناك، يرفضون استقبالنا ويوجهوننا إلى ملحقتها بالرويسو، وصرنا كاللعبة بين أيديهم، ومما زاد الطين بلة وعقد الأمور أكثر هو إحساسنا بالحڤرة في وطننا الجزائر التي ضحينا من أجلها، من طرف مصالح الأمن التي صارت تلاحقنا في كل مكان، خصوصا مكان اعتصامنا وتجمعنا، حيث تعمد إلى ترهيبنا واستعمال القوة ضدنا، وهناك من الزملاء والزميلات من أصيبوا في مشادات معهم، ووصل بهم الأمر إلى جعلنا نرحل ونترك مكان الاعتصام زوال أول أمس مرغمين بالتنقل سيرا نحو المحطة البرية للحافلات بالخروبة مرددين عبارات “روحوا لبلادكم”، وهو أمر أثر فينا جميعا وجعلنا نحس بالغربة في بلدنا، وكأننا جئنا من دولة مجاورة أو بلد بعيدة. واعتبر العشرات من الأساتذة المتعاقدين الذين تجمعوا أمس أمام مقر دار الصحافة الطاهر جاووت، في حديثهم ل”الفجر”، أن نضالهم سيستمر حتى الإدماج أو الممات، وأنهم سيكملون مسيرتهم النضالية بعيدا عن “السياسة والتسييس” حتى يتحقق الهدف وهو “التدريس”، مؤكدين أن آمالهم تبقى قائمة وهم يناشدون رئيس الجمهورية إنصافهم حتى تتحقق أمنيتهم وهي الإدماج في مناصب دائمة.