موسكو تقترب من التدخل في اليمن وتبتعد عن ليبيا وسوريا أكدت روسيا دعمها لمبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن، معربة عن أملها في توصل الوسطاء لتسوية النزاع السياسي الداخلي في اليمن وإلى إتمام المشاورات بشكل مثمر وإيجاد حل يرضي كافة الأطراف. وقال نائب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسي سازونوف، إنه وفقا لهذه المبادرة يتوجب على الرئيس اليمني الحالي علي عبد الله صالح الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تتألف من المؤتمر الوطني الحاكم، وتجمع اللقاء المشترك المعارض. وفيما يبدو أن روسيا تتجه نحو لعب دور محوري في ملف اليمن لا تزال تتخذ مواقف جد صارمة تجاه تدخل الدول الغربية في شؤون دول عربية أخرى، فبعد محاولتها لعرقلة القرار 1973 الذي قضى بفرض حظر جوي على ليبيا، اتجهت روسيا لمعارضة مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان اقترحته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال يدين قمع السلطات السورية حركة الاحتجاج الشعبية في سوريا. في هذا الصدد أوضح الكاتب والمفكر الروسي ديمتري نيكولسكي، في اتصال هاتفي مع “الفجر” من موسكو، أن روسيا من الدول التي تدرس كل خطوة بتأن وتفهم وهي لا تحب التسارع في الأحداث و خصوصا إذا كانت النتائج غير معروفة وبغض النظر عن سبب ما يحصل، وقال نيكولسكي: “تمر روسيا بمشاكل خطيرة سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، وحتى السياسي الذي شهد خلافا حادا بين بوتين ومدفيديف حول ملف التدخل في شؤون الدول العربية” وأضاف الكاتب الروسي أن “الخلافات تعكس الضعف الاستراتيجي في الفترة الحالية، وهو ما يدفعها للحذر من الدخول في معركة خاسرة”، وأوضح نيكولسكي أن الخسائر ستكون على المدى الطويل في ليبيا التي قال عنها إنها ستشهد حرب طويلة الأمد ومتعددة الأطراف، وقال نيكولسكي: “وروسيا على يقين من أنه إذا استمر تفاقم الأوضاع في ليبيا، فستمتد لتشمل الشمال الإفريقي كله. وما يجعل من مستقبل الأمن والسلام العالمي المهدد بمغامرات عسكرية طائشة، يدفعها جشع وطمع بعض الجهات المحدودة لتحقيق مكاسب ومصالح خاصة على حساب مصالح الشعوب”. هذا وأشار الخبير الروسي إلى أن روسيا لا تود المراهنة على أرواح المدنيين في سبيل تحقيق أجندة التحالف الدولي، وقال نيكولسكي: “روسيا استنكرت توجيه ضربات تقتل المدنين” وأضاف: “إن تصفية القذافي جسديا أمر غير قانوني وهذا ما أكدت عليه روسيا، لأن الإطاحة بالقذافي شأن ليبي بحت ودور التحالف الدولي يقتصر على حماية المدنيين وليس قتلهم”.