تتواصل المساعي الدبلوماسية لايجاد حل سلمي للازمة اليمنية حيث من المنتظر أن تستكمل الإجراءات الخاصة بإقرار المبادرة الخليجية فياجتماع استثنائي يوم الأحد المقبل بالرياض من طرف الحكومة وأحزاب المعارضة وسط دعم دولي للوساطة باعتبارها خطوة "مشجعة" للانتقال الى الديمقراطية وتحقيق التغييرات المنشودة. وأفادت مصادر صحفية أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعا استثنائيا يوم الأحد المقبل لاستكمال الإجراءات الخاصة بإقرار المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون في بيان لها أن المبادرة الخليجية الأخيرة "وافق عليها كل من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفائه والمعارضة اليمنية ممثلة في اللقاء المشترك وشركائه". وأكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان في تصريح صحفي إن المعارضة أعطت موافقتها "النهائية" على خطة مجلس التعاون الخليجي بعد الحصول على "ضمانات دولية حول بعض بنود الخطة". كما أعلنت المعارضة المتمثلة في أحزاب "اللقاء المشترك" انها حصلت على ضمانات عربية ودولية لتنفيذ المبادرة الخليجية التي تقضي بتنحي الرئيس على عبد الله صالح وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاستها. وأشاد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في تصريح صحفي بقبول الأطراف اليمنية لهذه المبادرة التي عبرت عن "حرص قادة دول المجلس وجهودهم على أمن واستقرار ووحدة اليمن". وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة بقيادة المعارضة ومنح الحصانة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعد استقالته. كما تنص على أن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني وأن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسيا وامنيا ووقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطي لهذا الغرض. وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن سلطان البركاني أن الحزب تلقى دعوة من السعودية للتوقيع في الرياض على تنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الامة اليمنية . مؤكدا أن سفراء الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى ممثل الأممالمتحدة في الرياض سيحضرون مراسم التوقيع على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن. في السياق نفسه أكدت أحزاب اللقاء المشترك /المعارضة / أنها تلقت دعوة للمشاركة في مراسم التوقيع على المبادرة الخليجية مشيرة إلى أن وفدا يمثل اللقاء المشترك سيذهب إلى الرياض الأسبوع المقبل. واكد المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان في تصريح صحفي أن المعارضة أعطت موافقتها "النهائية" على خطة مجلس التعاون الخليجي بعد الحصول على "ضمانات دولية حول بعض بنود الخطة". وأكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه لا سبيل لانتقال السلطة الا عبر صناديق الاقتراع متهما معارضيه بمحاولة "الانقلاب"على الديمقراطية و"الشرعية الدستورية". وخلال حديث الرئيس مع أعضاء كتلة الحزب الحاكم في البرلمان اشاد بجهود دول مجلس التعاون الخليجي حيث جدد ترحيبه بالمبادرة الأخيرة والتعامل معها "كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة والانتقائية وفي اطار الدستور اليمني". وأوضح أنه من دعاة التغيير وليس ضده ولكن ب"الأسلوب الديمقراطي السلمي وفي اطار الدستور واحترام ارادة الشعب" مشيرا الى ان "عهد الانقلابات قد ولى والا سبيل للتداول السلمي للسلطة في اليمن الا عبر صناديق الاقتراع ". وكانت الوزارة الايطالية للشؤون الخارجية افادت في بيان لها اليوم ان ايطاليا تعرب عن دعمها لخطة الوساطة من اجل تسوية الازمة اليمنية التي عرضها مجلس التعاون الخليجي . وحسب البيان فان "ايطاليا تدعم بقوة خطة الوساطة بين القوى السياسية اليمنية المقترحة من طرف مجلس التعاون الخليجي المدعم من طرف شركائها الاوروبيين الرئيسيين". وترى روما ان الانتقال السلمي الى الديمقراطية سيسمح " للشعب اليمني بتحقيق التغييرات المطالب بها خلال الاشهر الاخيرة في كنف استقرار و امن و وحدة البلاد"مشيدة ب"التقدم المشجع في جهود الوساطة المدعمة من طرف بلدان المنطقة". وتحسبا لاي طارئ أغلقت السلطات اليمنية اليوم جميع المنافذ المؤدية من وإلى محافظة عدن جنوب البلاد وتم منع كافة الاشخاص من الدخول للمدينة وذلك كاجراء احترازي بعد دعوة "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية" في المحافظة مساء يوم الثلاثاء كافة أبناء الشعب اليمني إلى تصعيد العصيان المدني والمشاركة في "مسيرات مليونية" اليوم. وجاءت دعوة اللجنة لتصعيد العصيان المدنى للتعبير عن رفض المعتصمين للمبادرة الخليجية الهادفة الى حل الازمة اليمنية المتواصلة منذ نهاية جانفى الماضى. ونقلت مصادر اعلامية و طبية ان 8 اشخاص قتلوا برصاص قوات الامن خلال تفرقة مظاهرات بالعاصمة صنعاء اليوم . كما لقي شخص مصرعه واصيب ثلاثة اخرون اليوم في مواجهات بين قوات الجيش اليمني ومتظاهرين فى حي العريش بمدينة عدن جنوب البلاد. وقتل جنديان يمنيان وأصيب ثلاثة أخرون بجروح اليوم في هجوم شنه مسلحون من تنظيم القاعدة الارهابي فى مدينة "زنجبار" عاصمة محافظة ابين الجنوبية. وشهدت محافظة عدن أمس إصابة 11 محتجا اثناء تفريق قوات الامن بالقوة تظاهرة تطالب باسقاط النظام فيما اصيبت ثمان سيدات في مسيرة مؤيدة للنظام برصاص مسلحين تابعين لاحزاب اللقاء المشترك وفقا لوسائل الاعلام.