“نظرا للظروف الراهنة بالمنطقة العربية ولضمان مشاركة فاعلة تقرر إرجاء عقد الندوة العربية “ بهذه العبارة يستقبلك موقع المنظمة العربية للتنمية، شأنه في ذلك شأن العديد من المنظمات العربية المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية والمنظمات العربية الإقليمية. وقد كشفت الثورات العربية عن ضعف أداء تلك المنظمات وتقاعسها في أداء أدوار محورية حاسمة في ملف الثورات العربية وحماية الشعوب من أنظمتها التي لم تعد تجد حرجا في قصفهم ومحاصرتهم وحتى قنصهم ودهسهم بمدرعات الأمن المركزي، كما حدث قبل ثلاثة أشهر في المشهد المصري. تنبثق عن جامعة الدول العربية أزيد من 15 منظمة ومجلس يهدف، حسب مقرر جامعة الدول العربية، إلى المحافظة على السلام والأمن العربيين وتحقيق التعاون العربي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والنظر في مصالح المجتمع العربي. وأنشأت الدول العربية مجلس الدفاع العربي المشترك يؤكد الخبراء على أن لديه ميزانية ضخمة رغم تراجع دوره الاستراتيجي، فمنذ تأسيسه سنة 1950 عجز عن أداء مهامه ولم يقم المجلس بتنفيذ الالتزامات المتعلقة بالدفاع المشترك. ويتكون المجلس من اللجان التالية: اللجنة العسكرية الدائمة، الهيئة الاستشارية، القيادة العسكرية العربية الموحدة، ويؤكد الخبراء على أنه واحد من الأجهزة التي لم تقم بممارسة مهامها بشكل مستمر وواضح. وكشفت الثورات العربية الشعبية على عورات الجمعيات والمنظمات العربية الإقليمية. ففي الوقت الذي ازدادت فيه حاجة الشعوب العربية للدعم من خلال تفعيل دور المنظمات لحماية الشعوب من بطش الأنظمة بات من الواضح جدا أن لا دور لتلك المنظمات التي يعتقد المراقبون بضرورة إزاحتها عن المشهد التنظيمي وتوقيف الدعم المادي لها الذي يستنزف جزءا كبيرا من اقتصاد الشعوب العربية في مقابل لا نتائج خصوصا أن ميزانيات تلك المنظمات تجمع من أموال الضرائب. كما يؤكد الخبراء على تراجع دور اللجان الدائمة التي أنشئت لتقوم بمهمة التنسيق والتعاون بين أجهزة الأمانة العامة والجهات المختصة في الدول الأعضاء في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والقانونية والإعلامية، وهذه اللجان هي: اللجنة السياسية، اللجنة القانونية، اللجنة الثقافية، اللجنة الاجتماعية، اللجنة الإعلامية، لجنة حقوق الإنسان، وتُعنى بانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة. رغم الحصيلة الثقيلة للقتلى من المدنيين الذين طالبوا بالحرية في مصر وتونس واليمن وسوريا اليوم وعدة دول عربية أخرى. هذا يكشف هشاشة المشهد التعليمي، شق آخر من تراجع دور المنظمات العربية المتخصصة التي تعمل كهيئات مستقلة، وضمن أهداف جامعة الدول العربية من أجل رعاية التعاون وتبادل الخبرات بين المدن العربية، ورفع مستوى الخدمات، الحفاظ على هوية المدن العربية وتراثها. اعتماد أسلوب التخطيط الشامل من واقعها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والبيئي، تنمية وتحديث المؤسسات البلدية والمحلية والعمل على تطوير وتوحيد التشريعات والنظم البلدية. ويوجد إلى جانب المنظمات العربية عدد من مجالس الوزراء العرب لها أمانتها العامة، أو تتولى الجامعة العربية أمانتها، ولاتزال الشعوب العربية تسجل ترهل دور مجلس الوزراء تحديدا في المشهد السوري الذي تؤكد التقارير على حساسيته بالنظر إلى حجم الأرقام جد المرتفعة للقتلى من المدنيين وهي الفاتورة التي حركت الجهود العربية للضغط على سوريا في وقت لاتزال المنظمات العربية تواظب على الصمت.