تجريب التكنولوجيات لكشف مناطق التصنيع وتكوين مجتمع افتراضي تؤكد تقارير إعلامية دولية أن واشنطن تسعى لإنجاز أكبر مشروع عالمي للجوسسة والإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية، في محاولة للتحكم في الاقتصاد الدولي وإمارة العالم بقوتها عبر الأنترنت، حيث أطلقت مشروعا للنت “الخفية” لا يمكن للأنظمة الدكتاتورية حظرها أو مراقبتها، كما أنها تجهّز الهواتف النقالة بتقنيات للتواصل بالخارج دون قيود. نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أنها تعمل على مشروع عالمي لإنشاء شبكة أنترنت “خفية”، لا يمكن للأنظمة الدكتاتورية حظرها أو مراقبتها، وكذلك توفير شبكة هواتف محمولة مستقلة لا يمكن للسلطات دخولها أو منعها من التواصل خارج الحدود، وأن تكون مجهزة بأحدث التكنولوجيات، ما يتيح للمعارضين إمكانية الالتفاف على الرقابة التي تمارسها أية دولة، وهي حركة تجسس على الاقتصاديات وسوق الاستثمارات في العالم تحت غطاء سياسي، تطمح من خلالها واشنطن إلى التحكم في أهم الأقطاب القارية، منها الجزائر في إفريقيا، ومصر لدى العرب، وكذا المنافس اللدود الاتحاد الأوروبي، ودول جنوب شرق آسيا، حيث شرعت في تدريب مواطنين من الصين وأفغانستان لتجريب المفعول التكنولوجي وانعكاساته لصالح واشنطن. ويقول الخبراء “هناك تواطؤ من الصين في المشروع”، لأنها تمثل القوة البشرية والتقنية لهذا المشروع، وينتشر شعبها في كل البقاع من الأرض، ويقدمون مختلف الخدمات، فيما قال خبراء آخرين، اختارت واشنطنأفغانستان كقاعدة جديدة للتكنولوجيات لأنها محصّنة، وبإمكانها أن تصبح قطب تجسس يتحكّم في كل العالم، كما أنها تجنّد عملاء يتكيّفون مع مختلف البيئات. من ناحية أخرى، كذّب فريق من الخبراء ذلك، وفسّروا خطوات واشنطن بسياسة إعادة الهيبة، ودخولها في صراع التكنولوجيات لتأكيد هيمنتها وتفوقها في الحرب الباردة القائمة حاليا في مجال الأنترنت والإعلام والمعلومات، وأنها تسعى إلى كشف مناطق التصنيع، وتهتم أكثر بالنووي عن طريق تجسس العملاء، ونقل المعلومات في تواصل خارق لقدرات الدول. كما يضيف هؤلاء أن المشروع تموّله وزارة الخارجية الأمريكية ب 2 مليون دولار لإنشاء شبكة النت “الخفية”، و50 مليون دولار لإنشاء شبكة الهاتف النقال المستقلة في أفغانستان، عبر أجهزة جوسسة باستخدام أبراج في قواعد عسكرية محمية، تكون منطلق الحرب الأمريكية المعلنة، من أجل تطويق العالم وكشف حقائق تطورات الاقتصاد الدولي، وتسييره على أساس نظام ليبرالي بأطر جديدة، يقول الخبراء “ستحاول واشنطن تطبيقها ونشرها عبر هذا المشروع”، الذي سيتجسّد بمجرد صنع جهاز إلكتروني للاتصالات لا يلفت الانتباه وصغير الحجم بما يتيح نقله داخل حقيبة سفر عادية، وبالإمكان نقل هذه الحقيبة عبر حدود بلد ما كأي حقيبة سفر أخرى، وأن يتم تركيب الجهاز وفي الوقت نفسه يتم الاتصال بالأنترنت. وهناك في الجهاز تقنيات قد ابتكرها القراصنة مسبقا، ولقد دعمت واشنطن مؤخرا، تطوير برامج معلوماتية تحمي هوية مستخدمي الأنترنت في دول مثل الصين، كما دعّمت برامج لتدريب مواطنين لنقل المعلومات عبر الأنترنت من دون أن تتمكّن السلطات من رصدهم، في خطوة تكنولوجية لاستحداث مجتمع افتراضي وتدريب العملاء فيه.