يستغل بعض الشباب البطال موسم الصيف في احتلال مناطقسياحية المحاذية للشواطئ وتحويلها إلى ملكية خاصة وفضاء للربح السريع. ولعل شاطئ خلوفي أو شاطئ "الزوالية" كما ينعته البعض، الواقع ببلدية زرالدة غرب العاصمة، لم يسلم هو الآخر من عملية الاستحواذ عليه من قبلهم، حيث يجبرون قاصدي المكان على دفع مبلغ 100 دينار ثمنا للدخول دون تذكرة، وفي حال رفض هؤلاء تسديد المبلغ يمنعونهم من الدخول حوّل بعض الشباب القاطنين بالمناطق السياحية كشاطئ خلوفي الواقع ببلدية زرالدة المعروف بالإقبال الكبير للعائلات عليه إلى مواقف للسيارات، عن طريق تحديد مساحة خالية ووضع أحجار في مدخل الشاطئ، حيث يفرضون قانونهم الخاص الذي يجبر كل شخص يملك سيارة أن يدفع ثمن الدخول المقدر ب100 دينار. والغريب في الأمر هو عندما يطالب هؤلاء مقابل ذلك تذكرة دخول كضمان على سياراتهم أو أن هذا المكان له ترخيص من البلدية أو من جهة رسمية أخرى، يرد عليهم بالرفض وأنه لا جدوى من ذلك. انتقلت "الفجر" إلى شاطئ خلوفي في زيارة ميدانية لاستطلاع الأمر، حيث لمحنا من بعيد مجموعة من الشباب جالسين على مقربة من المدخل الرئيسي للشاطئ وآخر واقف ينتظر وصول السيارات، ليقوم بتوقيفها ويطلب من أصحابها ثمن الدخول. وعندما وصلنا إلى مدخل الشاطئ طلب منا أحدهم دفع مبلغ الدخول، وحينما طلبنا منه التذكرة، أجابنا هذا الأخير بأنه لا يملك تذاكر. بعدها دخلنا معه في نقاش حول كيفية استغلال هذه المساحة دون أي ترخيص، بالإضافة إلى إجبار المصطافين على دفع علاوة مقابل ذلك، حينها بدأ بالصراخ محاولا الضغط علينا وإخافتنا ببعض العبارات السوقية ومنعنا من الدخول في حال عدم إعطائه المبلغ. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فقط، بل وأحاط بنا رفاقه الآخرين وهم ينظرون إلينا بنظرات غضب وحقد. ومن أجل تفادي الدخول معهم في صراع قد لايحمد عقباه، عدنا أدراجنا. وفي هذا الصدد، سألنا بعض سكان المنطقة عن هذا الشاطئ وأجمع أغلبيتهم بأن هؤلاء الأشخاص ينتهزون دخول موسم الاصطياف للسطو على الناس، خاصة الغرباء الذين يقطنون خارج الولاية. من جهته، قال لنا أحد الشباب الذين تحدثنا إليهم في الشاطئ بأنه يسكن في هذه المنطقة منذ سنوات، كاشفا لنا تعرّض هو الآخر لمثل هذا السلوك، عندما قصد هو وعائلته في يوم من الأيام هذا الشاطئ، حيث طُلب منهم أن يدفعوا ثمن التذكرة، وعندما رفضوا بحجة أنهم ينتمون إلى ذات المنطقة، أجابه أحدهم بأنهم مجبرون مثلهم مثل البقية. والشيء الملفت للانتباه بأن هذا الشاطئ لا يحتوي على محلات بيع المرطبات أو ما شابه ذلك أو حتى أدنى شروط الاستجمام الراقية، ليطلب من المصطافين أن يدفعوا ثمن الدخول إليه.