توفي أمس أمس الأحد 7 رمضان 1432 ه العلامة والمتصوف الشيخ الحاج الحسان عن عمر يناهز 90 عاما بعد صراع طويل مع المرض ويعد المرحوم من أقطاب التصوف القلائل بالمنطقة، بعد أن تنقل لمدينة البيض قبل عقود طويلة من منطقة تيليلان بأدرار، ولد الشيخ ”بن مداحي حسان” المعروف ب”الحاج الحسان” بقصر تينيلان بولاية أدرار التي تبعد عن عاصمة الولاية ب5 كلم، وهو من أسرة شريفة القدر مشهورة بالعلم والكرم تنحدر من سلالة ثالث الخلفاء الراشدين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. نشأ رحمه الله في أحضان عائلة اشتهر عنها اهتمامها الكبير بالعلم، حيث أن قصر تينيلان هو أول قصر عرف بالعلم والعلماء ونقطة انطلاق هامة لانتشار العلم إلى باقي القصور الأخرى، حفظ العلامة القرآن الكريم على يديّ والده وخاله اللذين أخذ عنهما المبادئ الأولية في متون الفقه، ثم انتقل به والده ”سي الحاج الطيب” رحمه الله إلى توات عاصمة العلم آنذاك بمدينة تمنطيط ليغترف العلم من شيوخ المنطقة العلم على رأسهم العلاّمة ”الشيخ سيدي أحمد” الذي مكث عنده عدة سنوات، تلقى فيها نزرا لا يستهان به من العلوم الشرعية والعربية بمختلف فصولها من التوحيد،الفقه، الحديث، التصوف، التفسير وكذا الآداب والنحو وكل علوم اللغة. وعندما جاء الشيخ ”مولاي أحمد الإدريسي الطاهري” رحمه الله من المغرب الشقيق إلى قصر ”سالي” بنفس المنطقة قام بفتح المدرسة المعروفة ب”المدرسة الطاهرية” بحي العلوشية حاليا. انتقل المرحوم رفقة والده للاستفادة من الرصيد العلمي للشيخ مولاي أحمد الإدريسي، فمكث عند هذا الأخير فترة معينة ينهل من معارفه المتعددة في العلوم الدينية وأصول الفقه. وقد أجازه شيخاه لنشر العلم والتدريس. تنقل العلامة بين ولايات الوطن وخاصة بين أدرار والبيض أثناء وقت الاستعمار الفرنسي، كما قام بعدة رحلات قادته إلى عدة بلدان خارج الوطن منها إلى تونس، المغرب وتركيا، ليستقر في آخر أيامه على التدريس بعد أن سكنت الحرب وارتفعت راية الحرية حيث أسس مدرسته المسماة بالمدرسة ”اليوسفية” نسبة إلى الجد الذي أسس زاوية تينيلان ”الشيخ سيدي أحمد بن يوسف” القرن 11 الهجري 1058ه حيث بدأ التدريس في عدة مناطق بمساعدة بعض المحسنين رحمهم الله، إلى أن تمكن من توسيع المدرسة شيئا فشيئا بمساعدة الحريصين على شؤون الدين بالمنطقة. تكفل خلال مسيرته بالإمامة تقديم الدروس بالمجالس الدينية والجلسات، قيام رمضان، تلقين صحيح البخاري في ليالي ونهار رمضان، إحياء المناسبات الدينية، استقبال الضيوف، وإطعام الطعام، وإيواء الغرباء والمساكين، قراءة الحزب الراتب والختمات الأسبوعية، ناهيك عن دوره الرائد في نشر المذهب المالكي والعقيدة الصحيحة الخالية من التجسيم والتشبيه بمذهب عامة جمهور العلماء وأهل السنة والجماعة.