ما جاء به “ويكيليكس” ليس مفاجئا وهو حجة للمشككين دعا عبد الله جاب الله السلطة إلى الإسراع في فتح قنوات اتصال مع المجلس الانتقالي الليبي، منتقدا في سياق آخر المهام الاستشارية التي قام بها عبد القادر بن صالح ويرى في الإصلاحات أنها من مهام السلطة والمعارضة لمحاربة ثقافة الأحقاد. ونفى جاب الله أن تكون في قواعد حزبه الجديد أنصار “جبهة العدالة والتنمية” أنصار من الفيس المحل وإن لم يعارض انضمامهم إليه. استهل عبد الله جاب الله ندوته الصحفية التي أعقبت لقاءه مع وزير الداخلية والجماعات المحلية حول مضمون الإصلاحات السياسية والتشريعية وكذا تسليم أوراق اعتماد حزبه الجديد “جبهة العدالة والتنمية”، بانتقاد الاستشارات السياسية والتشريعية التي قادها رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح مع أكثر من 450 مابين رؤساء أحزاب وشخصيات وطنية، حيث قال فيها “لسنا موافقين على أسلوب هذه الإصلاحات ولجنة الاستشارات عملها لا يفيد في الإصلاحات” وحجته في ذلك “أن هذه الاستشارة تفتقر إلى التوافق في المسائل الجوهرية التي توفرها الشورى”. وفي نفس السياق، رفض عبد الله جاب الله الحكم على نتائج الإصلاحات إلى غاية صدور نتائجها، وفي نفس الاتجاه تفاءل جاب الله، الذي لم يشارك في جلسات المشاورات، أن هذه الإصلاحات تسير في الاتجاه الصحيح وعدد شروط نجاحها أن تكون جادة وشاملة وبإرادة تحت قيادة رجال أكفاء متحررين من الفكر الأحادي وذلك لتفادي الحالة المرضية التي أفرزتها إصلاحات ما بعد أكتوبر1988 التي كرست حالة سياسية مرضية، حسبه، وأضاف المتحدث أن هذه الإصلاحات هامة في الوقت الراهن لأمن واستقرار الجزائر قبل أن يفرضها الشارع وقد تكون النتائج لا تحمد عقباها، حسبه. كما يرى المتحدث أن مهام الإصلاحات هي من أدوار السلطة والمعارضة معا لمحاربة ثقافة الأحقاد التي أسفرت عن فاتورة 200 ألف قتيل من مختلف شرائح المجتمع. وعن حزبه السياسي الجديد، قال جاب الله إنه قدم أوراق اعتماده لوزير الداخلية والجماعات المحلية الأحد الماضي، وهو الحزب الذي قال عنه إنه مشروع وطني ديمقراطي إسلامي لقيام دولة عصرية وهي الدولة التي لم تقم بالجزائر منذ 1962، حسب المتحدث، وحجته في ذلك غياب الفصل والتوازن بين السلطات وعدم احترام مبدأ التداول السلمي على السلطة مع تحرير الحريات الفردية والجماعية، واستغل جاب الله الفرصة لينفي احتضان حزبه في الوقت الحالي قواعد من أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ وإن كان لا يعارض انضمامه إليه، حيث قال “حزبي مفتوح لجميع الفئات” كما لم يعارض عودة الفيس إلى الحياة السياسية تكريسا لحقوق المواطنة. ولم يكشف بعد رئيس جبهة العدالة والتنمية نيته في دخوله إلى الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في 2012 تاركا الحسم في المسألة إلى غاية منحه الاعتماد. وعن المعلومات التي أوردتها برقيات الموقع الالكتروني “ويكيليكس” حول الجزائر بصفة عامة وحول حركتي الإصلاح والنهضة سابقا، صرح جاب الله “ماجاء به ويكيليكس ليس مفاجئا لكنه مفيد كحجة للمشككين في الحقائق”. وفي الملف الليبي أبدى الشيخ جاب الله تأييده المطلق لإيواء الجزائر عائلة معمر القذافي لظروف إنسانية، غير أنه دعا السلطات إلى فتح قنوات اتصال مع المجلس الانتقالي الليبي وحجته في ذلك أنه أصبح سلطة شرعية وبيده موازين القوى في ليبيا.