أعلن أمس عبد الله جاب الله، عن قراره بمقاطعة الإنتخابات التشريعية المقرّرة ليوم 17 ماي المقبل، داعيا "إطارات حركة الإصلاح الوطني ومناضليها إلى تجميد عضويتهم في الحركة إلى حين صدور قرار مجلس الدولة وظهور الموقف النهائي لوزارة الداخلية من مؤتمر الخيانة والغدر الذي عقدته مجموعة الموالاة المفصولة". عبد الله جاب الله، دعا مناصريه في كلمة مكتوبة بعنوان "من لا يملك أعطى من لا يستحق"، قرأها أمس في ندوة صحفية بالعاصمة، إلى "تجديد الإعلان عن تمسكهم بمؤسساتهم الشرعية المنبثقة عن المؤتمر التأسيسي بقيادتها الشرعية"، وقال لجماعته بأن تجميد العضوية سيكون "تعبيرا عن رفض عملية السطو التي مورست على حركة الإصلاح وعدم الإستعداد للإعتراف والتعاون مع تلك المجموعة التي باعت دينها وشرفها وتواطأت على ضرب مشروعهم والنيل من مصداقيته". وصرح جاب الله، بأن "القول بأن المؤامرة تستهدفني أكثر مما تستهدف الحركة وأن الهدف منها هو دفعي إلى الإنكفاء على ذاتي والإنزواء في بيتي، فهو أمل بعيد التحقيق ونجوم السماء أقرب إلى أصحابه من هذا الأمل"، وقال جاب الله "أؤكد على أننا لسنا طلاب حكم لذاته ولا لما يحققه لأصحابه من أغراض الدنيا، ولكننا طلاب مبدأ وسعاة إصلاح وبناء". وذكر جاب الله في ندوته الصحفية، "إن الخصومة بيننا وبين النظام ونخبه المتغربة، ليست خصومة أشخاص ولا ذوات ولكنها خصومة عقائد ومناهج ومبادئ، فإن رجعوا إليها كنا أخلص أعوانهم وأصدق أنصارهم"، مضيفا "وإن أصروا على ماهم عليه من عدوان على الدين وحقوق الأمة ومبادئ الحق والعدل، واصلنا النضال ضد سياستهم ومواقفهم بالوسائل السلمية النظيفة"، قائلا "نحن نؤثر النصيحة على التشهير والفضيحة والسلم والحب على التصادم والحرب والقول اللين على الغلظة والجفاء". وبلغة متشائمة يائسة، يرى جاب الله بأن "النتيجة التي إنتهت إليها الدراسة وإستقرت عليها الإستشارة وإطمأن إليها الوجدان، في التشريعيات القادمة، هي أنها إنتخابات مرتبة النتائج سلفا، مغلوقة على أحزاب النظام أساسا"، وأضاف جاب الله "أن المؤامرة التي حيكت ضدنا منذ أعوام والتي لم يدخروا في تنفيذها جهدا ولا وسيلة، يراد منها أن يكون 17 ماي تاريخ قبر حركة الإصلاح ومحاولة مفضوحة لتكوين إنطباع عام لدى الناس بأن شيخ الإصلاح-كما يقولون- قد إنتهى أمره". جاب الله قال بأن جواب وزير الداخلية والجماعات المحلية، يزيد زرهوني، هو القول "أن الرصاصة قد خرجت وإنتهى الأمر وأن القرار متعلق بالإنتخابات أما الحزب فنحن ننتظر قرار العدالة"، ويعتقد جاب الله بأن لمثل هذا الكلام إلا "تفسير واحد وهو رغبة النظام في إبعاد القيادة الشرعية للحركة والمتمثلة في رئيسها ومكتبها الوطني ومجلس شوراها ومؤسساتها القاعدية الأخرى، أي إبعاد حركة الإصلاح الشرعية عن المشاركة في الإنتخابات بدافع الخوف من فوزها وتمكين تلك المجموعة من الحركة بغرض قبر الحركة يوم 17 ماي 2007". وفي ما يشبه "خطبة الوداع"، قال جاب الله: "لقد حاول النظام محاولات عديدة إستمالتنا إلى جانبه ليجعل منا لجنة مساندة لسياساته وممارساته فرفضنا ذلك، وآثرنا التخندق مع الشعب والوفاء له والدفاع عن حقوقه، فآلمه الفشل وأغاضه أن يرى الحركة تشق طريقها بين الشعب في ثبات وقوة"، ويرى جاب الله بأن السلطة "داهمتها الإنتخابات فخافت من مضاعفة فوز حركة الإصلاح، فقررت الخروج بالعدوان عليها"، مشيرا بقوله "لسنا مستعجلين ولا حريصين على جني ثمرة أعمالنا في الأجل القريب". جمال لعلامي:[email protected]