خرج رئيس الفاف الحاج محمد روراوة عن صمته، وتحدث عشية انطلاق الموسم الكروي الجديد 2011/2012 عن استراتيجية الفاف وسعيها لإنجاح الاحتراف في الجزائر، حيث اعترف بوجود عدة عراقيل، لكنه في المقابل أبدى تفاؤلا كبيرا لتخطيها بنجاح شريطة تضافر جهود كل المعنيين. الاحتراف لا يتحقق بين عشية وضحاها تطرق الحاج روراوة خلال استضافته في القناة الأولى الإذاعية إلى العديد من النقاط الخاصة بالاحتراف، وأشار إلى أنه كان أكد من قبل بأن مشروع الاحتراف في بلادنا يتطلب 8 سنوات على الأقل حتى يتحقق وفق الشروط التي ينص عليها دفتر الشروط. وأوضح نفس المتحدث بأنه يدرك بأن الاحتراف في بلادنا ما زال بعيدا عن معناه الحقيقي، خاصة فيما يتعلق بأغلبية الأندية المحترفة التي مازالت تسير وفق النظام القديم الهاوي، ودعا الجميع لتطوير الذهنيات للتقدم بخطى جديدة نحو الاحتراف الحقيقي. نحن نتقدم بثبات كشف رئيس الفاف بأن الاتحادية تدرك بأن التحول إلى الاحتراف يتم تدريجيا للتحول الكامل نحو الاحتراف الحقيقي. وأكد أن الوصول للسنة الثانية من الاحتراف يعني صعود درجة ثانية، ما أسماه سلم الاحتراف، وبالتالي سيتم تطبيق وفرض بعض القوانين الأخرى التي ينص عليها دفتر الشروط وأن الصرامة هي سبيل الوصول إلى النجاح. كما أكد أن الاحتراف في الجزائر يتقدم بخطى بطيئة لكن واثقة، وأبدى تفاؤلا لمواصلة المسيرة من حسن إلى أحسن. الأمور التنظيمية ستزداد صرامة توقف روراوة عند ما أسماه التسيير السليم للموارد البشرية، وهو الذي يشمل التأطير بصفة عامة بما في ذلك تسوية أجور اللاعبين وتقديم وثائقهم لدى الضمان الاجتماعي بشكل دوري كل ثلاثة أشهر. وهو أمر تسير عليه جميع الأندية المحترفة في العالم، وبالتالي فالأندية الجزائرية المحترفة مطالبة بالالتزام بهذا المخطط حتى تجنب نفسها الوقوع تحت طائلة العقوبات التي ستطبق على كل مخالف لها بكل “احترافية”. اللاعب موظف في شركة النادي المحترف من جهة أخرى، وجه روراوة كلمة خاصة للاعبين حيث أكد بأن زمن الأجور الخيالية سينتهي، وسيعتبر اللاعب في النادي المحترف كموظف ينال أجرته الشهرية كأي عامل في مؤسسة أخرى، خاصة وأن النادي المحترف يعد بمثابة شركة لها سجلها التجاري، وبالتالي فاللاعب مثلما لديه حقوق فعليه واجبات عليه احترامها. نهاية زمن البذخ للاعبين أكد المسؤول الأول عن قصر دالي ابراهيم أنه لن يكون من حق اللاعب طلب تسبيق أجر 6 أشهر، لأن هذا الأمر لا يعقل، بل سيتقاضى اللاعب أجره شهريا وسيكون بإمكانه اللجوء إلى الرابطة في حال لم يتقاض أجره الشهري فقط. وأشار روراوة إلى أن الرابطة ستكون صارمة مع اللاعب الذي يخالف القوانين، حيث سيعاقب وسيحرم من اللعب مع ناد آخر، وباختصار فزمن البذخ للاعبين حسب روراوة قد انتهى والقانون الاحترافي لن يتسامح مع أي كان. ما لم يقله روراوة... ؟ بدا رئيس الفاف من خلال مداخلته الأثيرية أمس بنبرة حزينة تعكس حسرته على واقع الكرة الجزائرية في الفترة الحالية، فمنتخب الرجال يسير من نكسة إلى أخرى وحتى منتخب السيدات سجل سقوطا حرا في الألعاب الإفريقية التي تجرى حاليا في الموزمبيق، وهو مرشح للإقصاء اليوم حين تواجه بنات عز الدين شيح شبلات البلد المنظم. أما الأندية فأكبرها الذي وصل للمشاركات القارية يكتفي حاليا بمواجهات تحصيل حاصل بعد أن فقدت المولودية العاصمية والجياسكا كل الحظوظ في كأسي إفريقيا للأندية، وعليه فقد كان على رئيس الفاف التركيز على البنية الإدارية للأندية والتي تغيب عنها الاستراتيجية والعمل على المدى المتوسط، بل الكل يلهث وراء النتائج الآنية، وهو ما يجعل الاحتراف في الجزائر مجرد خرافة أو أكذوبة نطلقها ثم نكون أول من يصدقها. وهذا ما يعني أن مستوى البطولة الوطنية سيراوح مكانه بالتقدم خطوة للأمام وخطوتين إلى الوراء... ؟