اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أمس، القوات الموالية للزعيم المخلوع معمر القذافي بشن هجمات على محتجين مدنيين، معتبرة ذلك جريمة ضد الإنسانية. كما قالت إن الاعتقال التعسفي وتعذيب السجناء وجرائم الخطف واسعة النطاق، التي مارستها قوات القذافي، تعد جرائم حرب. وقال كلاوديو كوردوني المدير في منظمة العفو ”يتطلب الأمر محاسبة أولئك المسؤولين عن أعمال القمع المريعة السابقة في عهد القذافي... ويجب تطبيق نفس المعايير على المجلس الوطني الانتقالي. وإذا لم يحدث هذا فلن تتحقق العدالة وستحدث دائرة مفرغة من الانتهاكات والانتقامات”. وأعد فريق من منظمة العفو الدولية التقرير المؤلف من 112 صفحة، بعد زيارات لليبيا، في الفترة من فبراير إلى أواخر يوليو. وجمعت منظمة العفو أدلة على شن القوات الموالية للقذافي هجمات عشوائية على مدنيين، باستخدام الصواريخ وقذائف المورتر والمدفعية والدبابات. وتقرير منظمة العفو الذي يحمل عنوان: ”معركة ليبيا: أعمال قتل واختفاء وتعذيب”، هو أحدث وثيقة تتحدث بالتفصيل عن انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا. واتهمت منظمة العفو المقاتلين المناهضين للقذافي بأنهم ارتكبوا أيضا انتهكات لحقوق الإنسان. وقالت المنظمة إن سقوط القذافي من السلطة، بعد حكم دام 42 عاما، ترك ”فراغا أمنيا ومؤسساتيا”، استغلته تلك القوات في الانتقام بالقتل والتعذيب. وجاء في التقرير أن هؤلاء المقاتلين خطفوا موالين للقذافي، واحتجزوهم بشكل تعسفي، وعذبوهم وقتلوهم، هم ومواطنون أجانب، ظنوا خطأ أنهم مرتزقة. وأضاف التقرير أن سلسلة من القتل والإعدامات، في الأيام الأولى من الانتفاضة، مهدت السبيل أمام هجمات منظمة من جانب جماعات لم تكن تخضع للمساءلة. وقال محتجزون إنهم تعرضوا للتعذيب والتهديد بالاغتصاب والصعق بالكهرباء. وأضافت منظمة العفو قائلة ”إن مسؤولي المعارضة، الذين ناقشت المنظمة معهم هذه المخاوف، أدانوا هذه التجاوزات، لكنهم قللوا غالبا من حجمها ومن خطورتها”. وحثت المنظمة الحكومة المؤقتة في ليبيا، والمتمثلة في المجلس الوطني الانتقالي، على التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبها الجانبان، ووضع حقوق الإنسان على صدارة قائمة جدول أعمالها. كما قالت منظمة العفو إن ليبيا ستحتاج، فور انتهاء القتال، إلى قوانين جديدة لحقوق الإنسان، بعد ما شهدته من انتهاكات على مدى عقود. هذا وأفادت صحيفة ”فيسرنجي ليست” اليومية، التي تصدر في زغرب عاصمة كرواتيا، في وقت متأخر من مساء الاثنين، بأن الثوار الليبيين أعدموا تسعة من المرتزقة الكروات و12 مرتزقا صربيا، كانوا يقاتلون في صفوف كتائب معمر القذافي ضد الانتفاضة التي أطاحت بنظامه. ونقلت الصحيفة عن أحد مقاتلي الثوار قوله إن المرتزقة تم ضبطهم في مبنى بمدينة مصراتة. وأوضحت الصحيفة أن مرتزقة آخرين من البوسنة وأوكرانيا وروسيا وكولومبيا قتلوا أيضا. وتردد أن العديد من الجنود المخضرمين، الذين قاتلوا في حروب يوغوسلافيا السابقة، توجهوا إلى ليبيا للقتال مع قوات القذافي ضد الثوار.