الساعدي القذافي يقول إنه في ''مهمة إنسانية'' بالنيجر مصطفى عبد الجليل: ''الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع في ليبيا ما بعد القذافي'' خلال الأشهر الستة من الحرب الدامية في ليبيا ارتكب ''الإخوة الأعداء'' انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، حسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، وهذا يستلزم برأي خبراء إحالة المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحاكمة، سواء كانوا من أنصار القذافي أم من أتباع المجلس الانتقالي الليبي. يحدث هذا في وقت لم يتم حسم الأمور عسكريا في مدينة بني وليد، التي يعتقد أن قيادات كبيرة من نظام القذافي تحتمي بها، في حين تعيش العاصمة طرابلس أجواء سياسية متوترة نتيجة الضبابية التي تكتنف مشروع الدولة الجديدة. وبالعودة إلى تقرير منظمة ''أمنيستي أنترناشيونال''، الذي نشره موقع ''سي أن أن'' بالعربية، فقد اعتبرت المنظمة أن ''جرائم الحرب التي وقعت في ليبيا، لم تقتصر فقط على الكتائب الموالية للزعيم الهارب، بل إن الثوار ارتكبوا انتهاكات إنسانية يمكن تصنيفها كجرائم حرب''. ودعت المنظمة الحقوقية المجلس الانتقالي، بعد دخول مقاتليه إلى طرابلس، إلى ''تشديد قبضته على الجماعات المسلحة المناهضة للقذافي، ووقف الهجمات الانتقامية، وعمليات القبض التعسفي''. وقال كلاوديو كوردوني، إنه ''يتعين على السلطات الجديدة أن تقطع قطعاً تاماً انتهاكات الماضي، التي امتدت لأربعة عقود، وأن تعتمد معايير جديدة بوضع حقوق الإنسان في قلب جدول أعمالها''. وتحدث التقرير عن توثيق أعمال وحشية من الجانبين طالت سجناء ومقاتلين، وحالات اختفاء قسري منذ بداية الحرب في فيفري الماضي. وفي سياق منفصل، كشف محمد عابد العبيدي، ابن أخ اللواء عبد الفتاح يونس، عن آخر مجريات التحقيق في قضية الاغتيال الغامضة، عن معلومات تفيد بأن ''يونس اتصل بالفريق عبد الرحمن الصيد، أحد المقربين من القذافي، بعلم مصطفى عبد الجليل لتشجيع الضباط المقربين من القذافي على الانشقاق. وأكد أن الصيد عرض على يونس 200 مليون أورو مقابل خروجه وعائلته من بنغازي، معقل الثورة''. سياسيا، أعلن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، من طرابلس التي وصلها قبل يومين، أن ''الإسلام سيكون المصدر الرئيسي للتشريع في ليبيا''، مؤكدا أن الإسلام فى ليبيا هو ''إسلام وسطي''، ولا مكان ''لأي إيديولوجية متطرفة''. وقال عبد الجليل ''نحن شعب مسلم إسلامنا وسطي، وسنحافظ على ذلك''، محذرا من ''سرقة'' الثورة، مضيفا ''أنتم معنا ضد من يحاول سرقة الثورة يمينا أو يسارا''. وفي النيجر، تحدث نجل القذافي، الساعدي عن كونه في ''مهمة إنسانية'' لتفقد أوضاع الليبيين الذين فروا من القتال إلى هناك. وجدد الساعدي رغبته في التفاوض مع المجلس الانتقالي، فيما أعلنت مصادر إعلامية أن سلطات النيجر اعتقلت نجل القذافي في العاصمة نيامي. في وقت وصلت ثلاثة قياديين برتبة جنرال من جيش القذافي إلى العاصمة النيجرية. اقتصاديا، رحب البنك الدولي، في بيان صدر أمس، بطلب المجلس الانتقالي الليبي المساهمة في مساعي استعادة الخدمات وبرامج توفير الوظائف في ليبيا، لاستئناف الحياة الطبيعية، وأكد البنك اعترافه الرسمي بالمجلس كحكومة ليبية.