حذر الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى المبارك، النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس من محاولات جماعات يهودية اقتحام المسجد الأقصى أمس، تلبية لدعوة عدد من المنظمات اليهودية، حيث يتزامن ذلك مع مطالبات يهودية بتسريع بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. نقلت وكالة ”معا” الفلسطينية عن الشيخ سلامة قوله: ”أن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي بقرار رباني، وهذا القرار لن يلغيه أي قرار يصدر من هنا وهناك، كما حذر من العواقب الوخيمة المترتبة على مثل هذه الدعوات”. وعزلت إسرائيل مدينة القدسالمحتلة عن محيطها أمس السبت، وأغلقت المعابر والحواجز العسكرية على مداخلها الرئيسية بكتل إسمنتية ضخمة، كما حاصرت المسجد الأقصى بقوات إضافية من الجيش الإسرائيلى، تحسبا للتحركات الشعبية الفلسطينية بعد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أول أمس الجمعة، وقبل أيام من توجه السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وذكرت التلفزيون الإسرائيلى أن الجيش الإسرائيلى بدأ في تنفيذ إجراءات مشددة للغاية على حاجز ”قلنديا” شمالي القدس الذي يفصلها عن رام الله، ووضعت مكعبات إسمنتية كبيرة لمنع الفلسطينيين من التوجه إليها، ما تسبب في حدوث اختناقات وازدحامات شديدة، كما شهد معبر ”حزما” شمال شرقي المدينة المقدسة حركة تفتيش معقدة لسيارات المقدسيين. وفي السياق نفسه وصلت سيارات الفلسطينيين على حاجز ”جبع” شمال شرقي القدس حتى مدخل بلدة ”الرام” شمالا، وسط إطلاق أبواق السيارات، تعبيرا عن الاحتجاج على إجراءات الاحتلال. وفي جنوبالقدس أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحاجز العسكري بالقرب من مسجد ”بلال بن رباح” وبالقرب من النقطة الاستيطانية المعروفة باسم ”قبر راحيل”، فيما تشهد المعابر والحواجز الأخرى في محيط ”بيت لحم” إجراءات مشددة جدا للمواطنين المتوجهين لمدينة القدس. وفي سياق الحديث عن الجهود الفلسطينة لإعلان قيام دولة فلسطين، أعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية د. نبيل شعث، أمس، عن ثقته في تحقيق القيادة الفلسطينية فوزا حقيقيا في الأممالمتحدة يدعم حقوق الشعب الفلسطيني، نافيا في الوقت ذاته الأنباء التي تحدثت عن إمكانية عقد لقاء يجمع بين الرئيس محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في نيويورك الأسبوع الجارى. وقال شعث ”إننا لا نعتدى على أحد بذهابنا إلى الأممالمتحدة ولا نطالب بشيء لا تقره الأسرة الدولية ولا تقره أمريكا نفسها.. علاوة على أننا لا نخالف قانونا ولا نفعل عنفا ولا نؤثر على مصالح الولاياتالمتحدة ذاتها”، مضيفا ”لقد حسم الرئيس عباس الموقف الفلسطيني من التوجه إلى الأممالمتحدة عندما أعلن في خطابه أمس الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي أولا ثم إلى الجمعية العامة”، وتابع ”سنذهب إلى الصعب أولا”. وأردف شعث قائلا ”الولاياتالمتحدة لا تريد ذهابنا للأمم المتحدة بشكل عام واستخدامها لحق النقض (الفيتو) سيجعلها تخسر”، منوها بأن الحسم الفلسطيني أفشل كل الضغوطات والتهديدات التي تمارسها الدول الغربية على السلطة الوطنية في هذا المسعى.