طالب أمس رئيس النيجر محمد إيسوفو بمساعدات استخباراتية في مجال الاستطلاع الجوي للتصدي للأخطار التي تواجه بلده والساحل الصحراوي عامة، بسبب تأثير الأزمة الليبية التي قال إنها ستلقي بظلالها على التجارة والهجرة والأمن بالمنطقة. وقال إيسوفو الذي كان يتحدث في مؤتمر لمنظمة التجارة العالمية في جنيف، إن النيجر تحتاج إلى مساعدة في تدريب وتجهيز قوات الأمن للتعامل مع الإرهاب المحتمل بعد سقوط حكومة معمر القذافي في ليبيا، والتي أعقبت هروب ثلاثة قوافل تحمل أفرادا مهمين من الدائرة المقربة من القذافي إلى النيجر هذا الشهر، بينهم الساعدي أحد أبناء القذافي إضافة إلى رئيس جهاز الأمن واثنين على الأقل من كبار الضباط جميعهم الآن في العاصمة. وعبرت النيجر عن قلقها من أن الأسلحة التي نهبت أثناء صراع ليبيا يمكن أن تسقط في أيدي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعات متمردين أخرى أصبحت موجودة بالفعل في المنطقة، مطالبة بمساعدة دولية في مجالات جمع معلومات المخابرات والاستطلاع الجوي لتأمين صحرائها الشمالية التي تبلغ مساحتها ستة ملايين كيلومتر مربع، حيث اشتبكت قوات النيجر مرتين هذا الشهر مع أشخاص يشتبه في أنهم أعضاء بتنظيم القاعدة. وقال إيسوفو في المؤتمر إنه “يوجد قلق بشأن الأمن لأن الأسلحة يتم تداولها في هذا البلد ونحن قلقون من أنها قد تسقط في أيدي الأشخاص الخطأ”. وقال إن قوات الأمن في النيجر تحتاج إلى مساعدة للتعامل مع “النشاط الإرهابي الذي قد يتطور في المنطقة”، مضيفا أن الإرهاب يمكن أن ينشا بسبب الفقر. وعندما سئل بشأن مكان القذافي قال “لا أعرف لكنه ليس في النيجر وهذا بالتأكيد”. وقال رئيس النيجر إن بلاده تصدر اليورانيوم والذهب وتخطط لبدء إنتاج النفط الخام بحلول نهاية هذا العام، وتعتزم استخدام الدخل من مواردها الطبيعية في تطوير النسيج الاجتماعي والاقتصادي. وأضاف أنه في الوقت الراهن لا توجد تجارة بين ليبيا والنيجر والاستثمارات الليبية في مشروع اتصالات ومشروع طريق توقفت. وعاد أكثر من 200 ألف مهاجر إلى النيجر بسبب الصراع الليبي. وقال رئيس النيجر “تجد النيجر نفسها بمفردها إلى حد ما في مواجهة هذه المشكلة. بلادنا تحتاج إلى تأمين نفسها. وهذا ليس من أجل النيجر وحدها وإنما إسهام أيضا في الأمن في أنحاء العالم. على صعيد آخر يقوم رئيس المجلس الشعبي الوطني لجمهورية النيجر، السيد حما أمادو، ابتداء من اليوم بزيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من السيد عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني، حسب بيان صدر اليوم الإثنين عن الغرفة السفلى للبرلمان. وحسب ذات المصدر ينتظر أن تكون المحادثات التي ستجمع رئيسي المجلسين خلال هذه الزيارة التي ستدوم إلى غاية 23 سبتمبر الجاري “فرصة لدعم العلاقات الممتازة التي تربط البلدين ولبحث سبل تفعيلها”. كما ستكون هذه الزيارة فرصة لبحث - يضيف ذات البيان - دور برلماني البلدين في هذا السياق بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين اللذين تجمعهما مصالح متبادلة ويواجهان تحديات مشتركة، خصوصا بالنظر إلى الوضع الراهن في المنطقة. وستكون للوفد الضيف فضلا عن ذلك مجموعة من اللقاءات يجريها مع عدد من كبار المسؤولين في الدولة.