أعلن، أمس، مهدي الحاراتي، نائب رئيس المجلس العسكري الليبي، استقالته من منصبه، دون ذكر الأسباب التي دفعته إلى تقديم تلك الاستقالة، التي تأتي في وقت لايزال يحاول فيه المجلس العسكري السيطرة على مدينة سرت التي يتحصن بها العقيد الليبي ”المخلوع” معمر القذافي مع عدد كبير من الموالين له. حشد المجلس عددا كبيرا من القوات من أجل السيطرة على سرت، حيث أفادت الأنباء بأن قوات المجلس قدمت من بنغازي نحو سرت لحسم المعركة، لكنهم يواجهون صعوبات في التقدم بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها القناصة الموالين للقذافي، وهي المعارك التي دفعت بسكان المدينة إلى الهرب بكل الطرق نحو المدن التي يصنفها المجلس الانتقالي في خانة المحررة. وتعتبر استقالة مهدي ”غير المتوقعة” في مثل هذه الظروف الحساسة التي يمر بها قادة ليبيا الجدد مؤشرا على خلافات حادة بين قادة المجلس العسكري الذي يترأسه عبد الحكيم بلحاج حول سياسة المجلس تجاه الأوضاع في مدينة سرت. من جهة ثانية، أعلن المجلس الوطني الانتقالي المؤقت أن اللجنة الأمنية العليا المؤقتة والمشكلة من قبل المجلس الوطني الانتقالي هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن إدارة أمن العاصمة وحماية منشآتها والقبض على المتهمين ورعاية أمن المواطنين بالتعاون مع الداخلية. وأكد الانتقالي - في بيان أصدره بشأن أمن العاصمة طرابلس - أن المجلس المحلي لمدينة طرابلس هو الجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن إدارة الشؤون المحلية للمدينة، وعلى جميع الجهات التعاون معه والتقيد بتعليماته. وطالب المجلس من جميع التشكيلات التي شاركت في تحرير العاصمة بما في ذلك المجلس العسكري لمدينة طرابلس، بإخلاء المدينة من كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة خلال مدة أقصاها سبعة أيام من تاريخ البيان والالتزام بالتمركز في الأماكن التي تحددها اللجنة الأمنية العليا. كما طالب من جميع تشكيلات الثوار بإخلاء كافة المقرات الحكومية والخاصة والمستغلة حاليا من قبل المسلحين ونقل هذه الكتائب إلى الأماكن التي تحددها اللجنة الأمنية العليا المؤقتة حتى تعود الحياة في العاصمة الى طبيعتها وتستأنف الأعمال من جديد. وأكد أن كل من يخالف هذه التعليمات يعتبر خارجا عن القانون وتلحقه المساءلة القانونية، وأنه تم تكليف اللجنة العليا المؤقتة بمتابعة تنفيذ هذه التعليمات. يأتي هذا الإعلان حفاظا على أمن المواطنين ورعاية للمصالح العامة والخاصة وحرصا على أن تعود الحياة إلى طبيعتها في العاصمة ليستقر الأمن فيها ويشعر الجميع باطمئنان. وأعلن موسى علي يونس، القائد الميداني، أن نحو ألف رجل وحوالي مئة آلية عسكرية تابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي اتجهت إلى مدينة بني وليد لدعم القوات التي تحاصر المدينة منذ عدة أسابيع. ولفت القائد العسكري إلى أن هناك الكثير من الأسلحة المتطورة والحديثة جدا مصدرها روسيا داخل بني وليد، وأنهم يحتاجون إلى معدات أكثر تطورا ومعلومات حول ما يحدث في الداخل تتناسب خصوصا مع مدى الصواريخ التي في حوزة مقاتلي القذافي. .. ومظاهرة في طرابلس ضد إعادة فتح معبد يهودي دون إذن شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس الأول، تظاهرة من مؤيدي الثورة احتجاجا على إعادة فتح معبد يهودي في طرابلس من دون إذن. وأصدر أعضاء حركة ”17 فيفري” الليبية بيانا أشاروا فيه إلى أنهم ”يرفضون إقامة معابد يهودية على الأراضي الليبية”. وأضاف البيان أن على المتقدمين بطلب إقامة كنيس ألا يكونوا من الجنسية الإسرائيلية أو من الداعمين لإسرائيل، كما عليهم أن يدافعوا عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. من جانبه، قال وليد رمضان، أحد المتظاهرين البالغ من العمر 38 عاما ”علمنا أن يهوديا من أصل ليبي فتح أبواب معبد مغلق منذ عقود بموافقة المجلس الوطني الانتقالي، إلا أن المجلس الانتقالي نفى إعطاءه إذنا كهذا وأعاد إغلاق أبواب هذا المعبد”.