وافق المجلس الانتقالي الليبي الذي يترأسه مصطفى عبد الجليل على منح يهود ليبيا المبعدين بإرادتهم "حق العودة" إلى ليبيا وتعويضهم بمبلغ 80 مليار دولار عن سنوات الإبعاد عن "الوطن الأم" على حد تعبير قادة ليبيا الجدد الذين أكدوا أن ديفيد جربي يعد أول يهودي ليبي منفي يعود بعد 44 سنة من الاغتراب. في خطوة تكشف مدى نجاح برنارد ليفي في تمرير أجندته الصهيونية في ليبيا، وتعيد الذاكرة إلى سنة 1908 تحديدا إلى مخطط "منظمة الأراضي اليهودية بلندن" الذي بحث فكرة إقامة وطن قومي في الجبل الأخضر الليبي، أكد السفير عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الانتقالي الليبي في مصر، أن "مجلس جبريل" وافق على عودة كل من يحمل الجنسية الليبية إلى البلاد مرة أخرى بمن في ذلك اليهود الإسرائيليون ذوو الأصول الليبية، باعتبارهم مواطنين متساوين في الأهلية مع جميع المواطنين الآخرين ولهم حقوق الليبيين وعليهم واجباتهم. وتحمل خطوة المجلس الانتقالي مؤشرا على انحراف "المشهد الليبي" نحو مزيد من التأزم، كما أوضح بيان التجمع الوطني الليبي في بنغازي الذي أكد رفضه عودة اليهود الليبيين المتواجدين في إسرائيل إلى ليبيا. وقال رئيس التجمع عبد الله مسعود الدرسي في بيان "إن إعادة أملاكهم وفتح معابدهم هو أمر غريب"، كما أن للقرار تداعيات "سلبية" على مستقبل العلاقات الليبية العربية وهو ما لم يخفه الهوني خلال تصريحاته التي نقلتها عنه، أمس، وسائل الإعلام المصرية، موضحة أن قرار الانتقالي سيؤثر بشكل سلبي على علاقات ليبيا العربية. جدير بالذكر أن الصهيوني ليفي لا يزال يلعب دورا كبيرا في تحريك "خيوط" الأزمة الليبية وهو يحمل أجندة صهيونية تماثل أجندة اليهودي الكبير "إسرائيل زانجويل" الذي درس قبل نحو قرن من الآن فكرة تحويل الجبل الأخضر إلى وطن صهيوني.