أعلن سلاح الطيران الفرنسي أن مجموعة من طائرات بدون طيار، إسرائيلية الصنع، شاركت في العمليات العسكرية داخل الأراضي الليبية لإسقاط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. تأتي هذه المعلومات لتثبت مرة أخرى ما تناقلته وسائل الإعلام قبل حوالي أربعة أشهر من الآن، والتي تحدثت عن وعود أرسلها الانتقالي الليبي إلى إسرائيل تتضمن اعتراف المجلس بإسرائيل مقابل دعم إسرائيلي له في حربه ضد القذافي، فضلا عن التقارير الإعلامية التي كشفت اعتزام المجلس إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية مقابل تكفل إسرائيل بتدريب " الثوار" ودعمهم بالسلاح والضغط على الغرب للاعتراف بالانتقالي. قال موقع راديو إسرائيل وفقا لتصريحات من سلاح الجو الفرنسي أن طائرات إسرائيلية شاركت في الهجوم على ليبيا حوالي 25 طائرة بدون طيار من نوع "هاربانج" والتي صنعت على غرار طائرات "هاون"، طارت في سماء ليبيا لمدة 18 ساعة، حيث تم نقلهم من إحدى القواعد فى صقلية، وقامت هذه الطائرات بتجميع العديد من المعلومات عن ليبيا. ويمكن ربط مشاركة إسرائيل في الهجوم على ليبيا إلى جانب الانتقالي الليبي لإسقاط القذافي بوعود سابقة قدمها المجلس الليبي إلى إسرائيل، حيث أبلغ المجلس الانتقالي الليبي رئيس الوزراء الإسرائيلي استعداد النظام القادم في ليبيا للاعتراف بإسرائيل، وشدد المجلس الانتقالي في رسالة شفوية نقلها الكاتب اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي إلى نتانياهو خلال لقاء جمعه به في بداية جوان الماضي بالقدس المحتلة، على الاهتمام بضمان العدالة للفلسطينيين وكذا أمن إسرائيل. حيث قال الكاتب الفرنسي اليهودي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "خلال لقاء دام ساعة ونصف، أبلغت رئيس الوزراء رسالة شفوية من المجلس مفادها أن النظام الليبي المقبل سيكون معتدلا ومناهضا للإرهاب، يهتم بالعدالة للفلسطينيين وأمن إسرائيل". وأضاف هنري ليفي الذي يعد أحد منظري المجلس الانتقالي الليبي، في تفاصيل فحوى الرسالة التي حملهامن ليبيا قائلا: "النظام الليبي المقبل سيقيم علاقات عادية مع بقية الدول الديمقراطية بما فيها إسرائيل". ويشار إلى أن ليفي كان زار مصراتة بداية جوان الماضي قبل أن يغادر التراب الليبي متوجها إلى إسرائيل. وأكد ناطق باسم نتانياهو للوكالة الفرنسية أن رئيس الوزراء استقبل الكاتب الفرنسي وقال إن "رئيس الوزراء يحبذ التحدث إلى المثقفين". مشاركة إسرائيل في العملية العسكرية على ليبيا تفسر أيضا بما نشرته تقارير إعلامية في منتصف شهر ماي المنصرم، حول اتفاق بين إسرائيل والمجلس الانتقالي الليبي "بدعم إسرائيل للمجلس على أن تتم الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية بمنطقة الجبل الأخضر في منطقة البيضاء لمدة 30 سنة". وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل تلتزم مقابل ذلك بقيام جيشها "بتدريب الثوار وتقديم الدعم لهم والأسلحة في حربهم ضد القذافي، مع الضغط على الدول الغربية للاعتراف بالمجلس". هذه الوثيقة تم توزيعها خلال مؤتمر للقبائل الليبية انعقد منتصف ماي المنصرم في طرابلس، وحسب الموزعين للوثيقة فقد نشر مضمونها في صحيفة "غازيتا ري" الروسية، سربها إليها ضابط أوكراني. ويعتبر هنري ليفي الكاتب والفيلسوف الفرنسي، وهو من أصل يهودي، أحد أهم المدافعين عن مصالح إسرائيل في فرنسا، وأصبح منذ اندلاع الأحداث في ليبيا في 17 فيفري مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشؤون الليبية.