أعرب دبلوماسيون سودانيون عن أملهم بأن تخفف زيارة الرئيس الجنوب سوادني سيفا كير التي يقوم بها إلى الخرطوم وتستمر يومين، في أن تضع حدا للتوترات بين السوداني والجنوب التي تزايدت منذ الانفصال وانهاء مأزق في المحادثات. والتقى كير نظيره السوداني عمر البشير ليعزز فكرة أن زمن الحرب ولى باتفاقية سلام 2005. وقال في كلمة ”إننا ملتزمون مثلكم بعدم العودة إلى الحرب. إننا ملتزمون بايجاد حلول”. وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية وهو موقع إخباري على الأنترنت مرتبط بحكومة الخرطوم أن البلدين شكلا خمس لجان لتعزيز العلاقات ولاسيما فيما يتعلق بالتعاون التجاري. وقال وزير المالية الشمالي علي محمود للمركز السوداني للخدمات الصحفية أن الشمال والجنوب يريدان أيضا بحث الدين الخارجي للسودان. ورفضت جوبا أخذ الدين الذي يبلغ حجمه 38 مليون دولار والذي تراكم عندما كان السودان موحدا. وتوصل الجانبان إلى اتفاق الشهر الماضي لتسهيل السفر والتجارة بعد إغلاق كثير من الحدود المشتركة خلال فترة الاستعداد لاستقلال الجنوب. ولكن المحادثات بشأن كيفية اقتسام عائدات النفط، وهو شريان الحياة لاقتصاد كل من البلدين، متوقفة منذ أشهر. وأخذ جنوب السودان معظم إنتاج البلاد من النفط، ولكنه بحاجة إلى منشآت التصدير الشمالية وإمكانية الوصول إلى البحر الأحمر. ويقول دبلوماسيون أنه سيتعين على جوبا دفع رسوم عبور، ولكنها لم تدفع أي شيء منذ يوليو في ظل عدم وجود اتفاق. وتضرر البلدان بشدة من أزمة اقتصادية مع ارتفاع معدل التضخم. ويحاول الاتحاد الإفريقي ورئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي الوساطة بين شمال وجنوب السودان، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر. وتتهم الخرطومجوبا بدعم جماعات معارضة مسلحة تحارب الجيش السوداني في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين الشماليتين وهو اتهام ينفيه جنوب السودان. وأخفق البلدان في الاتفاق على كيفية اقتسام إيرادات النفط وأصول أخرى وتقسيم الدين وتهدئة منطقة الحدود المشتركة والتوصل لاتفاق بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها. وقال البشير في حفل استقبال مفتوح أمام وسائل الإعلام أنه يؤكد مبدأ عدم العودة إلى الحرب وحسن الجوار ونسيان مرارة الماضي. وأضاف أن الخرطوم تريد إقامة علاقات تجارية كما أنها ستبقي على ميناء بور سودان المطل على البحر الأحمر ونهر النيل مفتوحين أمام صادرات دولة الجنوب، مشيرا إلى الزراعة كمثال للتعاون عبر الحدود.