كادت أن تقع أمس الكارثة داخل فناء مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بساحة أول ماي عندما أقدم أحد عمال مؤسسة النقل الحضري للعاصمة المضربين عن الطعام هناك بسكب البنزين على جسده وراح يستعد لإضرام النار في قبل أن يتدخل زملاؤه وعدد من العمال المتواجدين هناك حيث انقضوا عليه ومنعوه من إضرام النار في نفسه. شهدت أمس ساحة مقر دار الشعب حادثة مؤلمة عندما أقدم أحد عمال مؤسسة النقل الحضري للعاصمة على إضرام النار في جسده، حيث نزع ثيابه وسكب البنزين على جسده وبينما كان يستعد لإضرام النار فاجأه زملاؤه وعدد من عمال فندق الأوراسي المعتصمين بالانقضاض عليه ومنعه من إحراق جسده. وقد تدخلت بعدها قوات الأمن التي أحاطت المكان وطلبت من هذا العامل مرافقتها للاستماع إليه، ما أثار غضب العمال الذين ثاروا ضد أعوان الأمن وطالبوا بإطلاق سراحه ليتم طمأنتهم بأن "الأمر يتعلق بمجرد إجراء روتيني وتم نقل المعني في سيارة إسعاف إلى المستشفى للاطمئنان على صحته". ويتعلق الأمر بالسيد "بن ل. عبد الكريم" البالغ من العمر 51 سنة وهو أحد عمال مؤسسة النقل الحضري للعاصمة المضربين عن الطعام منذ تاريخ الفاتح أكتوبر الجاري بمقر المنظمة العمالية، حيث جاءوا للاحتجاج على حرمانهم من حقوقهم المادية والتعويضات التي لم يتقاضوها منذ سنة 1998 إلى غاية 2006 تاريخ إعادة إدماجهم بعد إحالتهم طوال كل تلك الفترة على الصندوق الوطني للتقاعد. وقال بن لخضر عمر وهو إطار بالمؤسسة وأحد المضربين عن الطعام، إن "هناك 13 مضربا عن الطعام منذ الفاتح أكتوبر ويعاني غالبيتهم من انهيار عصبي ما تسبب في محاولة زميلهم إضرام النار في جسده كتعبير عن الحڤرة وعدم الاستماع لانشغالات العمال". وقال هذا الإطار إنه "تم تسريح 269 عامل سنة 1998 لكن لم يتقاض حوالي 36 بالمائة من هؤلاء منح التسريح والإحالة على الصندوق الوطني للتأمين على البطالة"، حيث يضيف "تم حرمان هؤلاء من مستحقاتهم المالية رغم إعادة إدماجهم سنة 2006 ". وقد لجأ 32 عاملا من هؤلاء إلى شن إضراب عن الطعام في شهر جويلية 2011 داخل مقر المؤسسة، لكن تدخل رئيس الفيدرالية الذي نعته المضربون بكل الأوصاف وحمّلوه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع ووعدوه بحل الإشكال دفع هؤلاء إلى توقيف الإضراب قبل العودة إلى الاعتصام ثم بداية إضراب ثان عن الطعام بالمركزية النقابية التي يصرون على عدم مغادرتها إلى غاية حل مشكلتهم".