صدر حديثا عن إنجازات الجاحظية مؤلف شعري جديد من 102 صفحة للشاعر الجزائري ميلود صالحي الذي وسمه ب”وتبكي الأحزان”. الكتاب عبارة عن مجموعة شعرية تضم في ثناياها ثلة من القصائد المتنوعة التي تتناول القضايا العربية المختلفة التي لاحت في الأفق، ولا زالت إلى يومنا الحالي تنخر جسد وهوية الأمة العربية في زمن الخذلان العربي في الداخل والخارج. يريد ميلود صالحي من هذا الديوان الذي يضم 31 قصيدة مشاركة آلام وأحزان الشعب العربي والإسلامي الضائع في غياهب المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأن يكون بمثابة الشمعة التي تنير زاوية مظلمة من زوايا الليل العربي الدامس، كما يروي الشاعر من خلال بعض القصائد والنصوص الشعرية الجريئة التي كتبها في جوف الليالي المضاءة بالرصاص وبالخوف وفي قمم الجبال الملغمة بالإرهاب بعدة مناطق من الوطن، بعضا من الحقائق المريرة المتعلقة بزمن الضعف والهوان العربي، هذا العمر من الزمن روى فيه ابن منطقة الوادي كيف حاول فيه الأعداء بكل جهدهم وبشتى الوسائل المادية والمعنوية القضاء على الهوية الجزائرية والأمة العربية باستعمال كل الأساليب وتجريب كل الطرق البغيضة، فصور المجازر البشعة المرتكبة من طرف اليهود والأمريكان في حق الشعب الفلسطيني والعراقي ناهيك عما استباحه هؤلاء الطغاة من دماء في أماكن أخرى من العالم العربي، كما رثى من جانب آخر حال النظام السلبي والتعسفي للحكام العرب الذين يتشدقون بالكرسي وبالمصالح الخاصة على حساب الشعب الذي يعاني الظلم والتهميش والإقصاء، سواء على المستوى الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي، ولا زالت هذه الشعوب الضعيفة باختلاف طبقاتها على غرار الطبقة المثقفة تتطلع إلى تحقيق أبسط المطالب والحقوق، وذلك بتطبيق المساواة والعدالة الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع العربي دون تمييز.