تقول أم: "ابني يبلغ من العمر ثمان سنوات، ولكنه يكذب كثيرا من دون أية مبررات فكيف أتعامل مع طفلي الكذاب؟" ينقسم الكذب إلى عدة أنواع: -الكذب الخيالي: وهو نوع من أنواع التسلية للطفل ويكثر ما بين 4 و5 سنوات ويرجع إلى اتساع خيال الطفل وبعده عن الواقع ويعتبر كذبا بريئاً. - الكذب الدفاعي: أكثر الأنواع شيوعاً والأطفال يلجأون إليه خوفاً من العقاب. الكذب الانتقامي: يلجأ إليه الطفل حين يغار أو يكره أحد الأطفال فيتهمه باتهامات كاذبة توقعه في العقاب. - الكذب الادعائي: ادعاء الطفل بأنه مضطهد أو محروم أو يعانى من المرض بهدف الحصول على الرعاية والاهتمام والعطف. كذب الانتباه: يلجأ إليه الطفل عندما يفقد اهتمام من حوله رغم سلوكياته الصادقة من أجل نيل الاهتمام والانتباه. - الكذب الطارئ: يلجأ إليه الطفل لتبرير موقف طارئ أمام مدرّسيه لحماية نفسه من العقاب. - كذب نتيجة الاضطرابات النفسية: وهو الكذب المزمن اللاّشعوري، ويعود إلى دوافع كريهة معادية للآخرين كبتها الطفل في اللاّشعور مثل الطفل الذي يكذب على مدرّسيه لا لشيء إلا لأنه مصاب بعقدة كراهية سلطة الوالدين. وينصح المختصون بالتالي: 1 -لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معها التأكد من نوع الكذب. 2 - ألا يعالج الكذب بالضرب أو بالسخرية، إنما بالتوجيه باللين. 3 - البعد عن الظروف التي تشجع الطفل على الكذب. 4 - تهيئة جو من الاطمئنان والأمن للطفل من المحيطين به. 5 - توفير أوجه النشاط والهوايات للأطفال لزيادة ثقتهم بأنفسهم. 6 - إشباع خيال الطفل عن طريق الرسم وقراءة القصص والموسيقى أو مشاهدة البرامج الشيقة. 7 - الحرص على عدم إعطاء وعود للأبناء إذا كان الآباء غير قادرين على تنفيذها. وعموما، فإن الكذب لا يعد مرضا إلا إذا تكرر وأصبح عادة للطفل. أخيرا الابتعاد عن العقاب البدني (الضرب)؛ لأن ذلك يدفعه إلى الكذب بعامل الخوف لكي ينقذ نفسه. وعموماً إذا نشأ الطفل في بيئة تحترم الصدق ويفي أفرادها دائماً بوعودهم وإذا كان الأبوان والمدرّسون لا يتجنبون بعض المواقف بأعذار واهية كعادة التغيب والمرض، وبعبارة أخرى إذا نشأ الطفل في بيئة شعارها الصدق قولاً وعملاً فمن الطبيعي أن ينشأ أميناً في كل أقواله وأفعاله. وهذا إذا توافرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية الطبيعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وشعور بالنجاح واسترشاد بتوجيه معقول.