أثار مختصون في حقل الإعلام الثقافي في الجزائر إشكالية جد حسّاسة، تتعلق بواقع الإعلام الثقافي في الجزائر من خلال حالة الهشاشة والضعف الذي يعرفه في تناول الأحداث الثقافية، التي لا تزال حبيسة أسباب كثيرة لم تسمح لها بالظهور بالشكل الكافي على مستوى المشهد الثقافي في وسائل الإعلام المختلفة. نوّه كل من جمال شعلال وإسماعيل.ك، على خلفية مناقشتهما للإصدار الجديد للكاتب محمد بغداد في الندوة الموسومة ب” حركة الإعلام الثقافي في الجزائر” التي نشطاها، أول أمس، بالمقهى الأدبي لدار الحكمة بمقر اتحاد الكتّاب الجزائريين إلى جملة المشاكل التي تمنع من أن يكون الحدث الثقافي الخبر الرئيس في وسائل الإعلام المختلفة على باقي الأحداث الأخرى من سياسية واجتماعية وأمنية، كما دعوا إلى رفع مستوى النقاش بحجم التحديات التي تواجهنا كدولة ومجتمع.حيث أشار جمال شعلال المختص في الإعلام إلى الثغرة الموجودة في ثقافتنا التي لم ترسم بعد معلمها في وسائل الإعلام الجزائرية التي تجعلها بين نارين نار المجاملة التي لا تحمل الكثير من الصدق من جهة، ونار القراءة السطحية وغير العميقة للأحداث الثقافية من جهة أخرى. وحسب المتحدث، فإن هذه الهوة وهذا الأداء السلبي مرَده إلى الإعلام الثقافي الذي بات يركز بصورة حصرية على نقل الخبر الثقافي فقط، مهملا بذلك عددا من الأمور المهمة كالاختيارات المهنية في الحياة الثقافية المتعلقة بمساءلة القيم والأفكار والأخلاق، داعيا في نفس الوقت إلى تقديم رؤية واضحة بتبني حوار فعلي جاد وعميق لا مكانة فيه للمجاملة والميول نحو مثقف معين، بالإضافة إلى رفع مستوى النقاش من اجل تحسين الأداء وزيادة مستوى الوعي لدى الصحفيين بتحسيسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم. وفي هذا السياق، أشار إسماعيل.ك، رئيس تحرير يومية الوطن إلى أهمية الثقافة في المجتمع الجزائري، داعيا وسائل الإعلام إلى عدم الانسياق وراء نخبة معينة من المثقفين سواء المفرنسين أوالمعربين حتى لا يكون هناك اخلال بالوجه الثقافي في الجزائر، بإتاحة حيز أكبر وتوزيع استراتيجي للبرامج الثقافية في الوسائل الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية، كما دعا المتدخل إلى ضرورة التكوين الإعلامي الجيد للصحفيين وتوفير هامش من الحرية من أجل عمل صحفي مهني ومحترف لمجابهة كل أشكال النقد.
