لن يرحل الحلف الاطلسي من ليبيا كما أعلن عنه بنهاية الشهر الجاري، بل سيستمر في البقاء في ليبيا حتى بعد انتهاء مهامه بعد قتل القذافي والاطاحة بنظامه و”تحرير “كل المدن الليبية من كتائب العقيد الليبي وسيبقى عمليا لكن تحت غطاء وتسمية قطرية، حيث أعلنت الدوحة عن ميلاد تحالف دولي جديد منبثق عن الناتو بقيادة قطر. أكد رئيس الاركان القطري الاربعاء أن تحالفا دوليا جديدا منبثقا من الحلف الاطلسي وتقوده قطر سيتابع العمليات في ليبيا خصوصا في مجال التدريب والتسليح وجمع السلاح، بعد انتهاء مهمة حلف الاطلسي. وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية لوكالة فرانس برس، إن التحالف الجديد الذي يضم 13 دولة على الاقل بينها خصوصا الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، شكل تحت مسمى (لجنة الاصدقاء لدعم ليبيا) التي سيكون عملها على الاراضي الليبية، ولكن دون إرسال قوات للمشاركة في حفظ الأمن. وطلب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل الاربعاء من الحلف الاطلسي تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية العام “على الاقل (..) لنضمن عدم تسرب الاسلحة إلى تلك الدول ولنضمن أمن وأمان الليبيين من بعض فلول القذافي الذين فروا إلى دول الجوار”. و أكد العطية أن المجموعة هي “حلف جديد يضم من يريد أن يكون في هذا التحالف لمساندة ليبيا في المرحلة القادمة”. وحول أسباب تشكيل هذا التحالف الجديد، قال العطية إن “الكل أجمع على تشكيل تحالف جديد لأن حلف الناتو كان سينتهي دوره، وبما أن العمليات يمكن أن تستمر، طرحت هذه الفكرة وطرح أن يكون لقطر القيادة في هذا الحلف”. كما أشار إلى أن قطر ستكون “مسؤولة عن التنسيق في هذا الحلف” الجديد الذي يمكن أن يتخطى عمله نهاية العام الحالي، كما طلب المجلس الوطني الانتقالي، بحسب العطية. وقال المسؤول العسكري في هذا السياق “يمكن أن يكون الاطار الزمني أكثر من نهاية العام، هذا يعتمد على وضع ليبيا”. ومن جهة أخرى، بدأت في العاصمة القطرية الدوحة أعمال مؤتمر (لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا) والتي تضم ممثلين عن الدول التي ساهمت في مساندة الثوار الليبيين والاطاحة بنظام معمر القذافي، وقيادات حلف شمال الأطلسي”الناتو” . ويشارك في المؤتمر الاميرال سام لوكلر، القائد العام لحلف الاطلسي، والجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، والجنرال سير ديفيد ريتشارد، رئيس الأركان البريطاني، والاميرال إدوارد جويلرد، رئيس الأركان الفرنسي، إلى جانب رؤساء الاركان في تركيا وإيطاليا ومصر والمغرب وتونس والأردن والإمارات واليونان ومالطا وكندا. وقال المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي وصل إلى الدوحة الأربعاء للمشاركة في الاجتماع “نحن مدينون للمجتمع الدولي بالكثير لإصدار وتطبيق القرار الدولي رقم 1973 لحماية الشعب الليبي من بطش الطاغية”. مئات الجنود القطريين شاركوا في معارك الثوار الليبيين كما أعلن رئيس الاركان القطري الاربعاء أن مئات الجنود القطريين شاركوا على الاراضي الليبية في العمليات الى جانب الثوار، وتركز دورهم خصوصا على التنسيق بين الحلف الاطلسي والثوار. وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية إن “قطر أشرفت على خطط الثوار لأنهم مدنيون وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية. لقد كنا نحن علاقة الوصل بين الثوار وقوات الناتو”. وأضاف “كنا متواجدين بينهم وكان عدد القطريين على الارض بالمئات في كل منطقة” مشيرا الى أنهم كانوا “يديرون عمليات التدريب والاتصالات وتدارك النقائص”. ومن جهة أخرى، توجه وفد من جامعة الدول العربية برئاسة السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة الثلاثاء إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية، أمس الأربعاء. وصرح بن حلي قبل مغادرته بأن الوفد سينضم إلى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، الذي يصل إلى الدوحة قادما من الرياض، حيث سيشارك في اجتماع تشاوري للجنة في الدوحة، وذلك قبل سفر اللجنة على طائرة خاصة إلى سورية للقاء القيادة السورية لبحث بدء الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة بمقر وإشراف الجامعة العربية للنظر في تنفيذ الإصلاحات السياسية والآليات التي تحدد ذلك بما يحقق التطلعات التي ينشدها الشعب السوري.