سلطاني: “التقارب ضروري والوقت ليس في صالح الجزائر” كثفت المعارضة السورية اتصالاتها الأيام الأخيرة بحركة مجتمع السلم، موازاة مع السعي لترتيب لقاء مع حزب جبهة التحرير الوطني للوساطة في تسوية الأزمة السورية وتقريب وجهات النظر بينها وبين السلطات الجزائرية، إيمانا منها بأهمية موقف الجزائر. تراهن المعارضة السورية وعلى رأسها المجلس الوطني السوري على دعم حركة مجتمع السلم بالعزف على وتر التوجه الإسلامي والاستفادة من الانتصار الذي حققه الإسلاميون في تونس وليبيا للحديث عن تطبيق الشريعة الإسلامية في مرحلة ما بعد الأسد. كشف رئيس مجتمع حركة السلم، أبو جرة سلطاني، في اتصال مع “الفجر”، أن اتصالات مكثفة تجمعه مع المجلس الوطني السوري للتوسط بينه وبين السلطات الجزائرية، مضيفا أن المجلس الوطني السوري أعرب له الخميس الماضي بعد عودته من سوريا عن أمله في الحصول على دعم الجزائر باعتبارها دولة محورية في المنطقة، وبوابة الحصول على إجماع، كما أنه يقدر موقفها الرافض للتدخل الأجنبي لكن ينتظر منها توضيح مواقفها أكثر والتعاطي بإيجابية مع الثورة السورية. ودعا أبو جرة الجزائر إلى الإسراع في دعم الثورة السورية والتعاطي بأكثر إيجابية مع المعارضة، لأن الوقت ليس في صالحها وسقوط مزيد من القتلى المدنيين السوريين يحمل الدول العربية وفي مقدمتهم الجزائر مزيدا من المسؤولية، مشيرا إلى أنه يجب التفريق بين موقف الجزائر داخل الجامعة العربية وخارجها “لا يجب أن نحمل الجزائر موقف جامعة الدول باعتبارها عضو في اللجنة الوزارية المشتركة”، مبديا تخوفه من تكرار سيناريو التشنج مع المجلس الانتقالي الليبي مع المجلس الوطني السوري في حال لم تتخذ الجزائر الموقف المناسب في الوقت المناسب. وحذّر الرجل الأول في بيت حمس، من التدخل الأجنبي في سوريا “في ظل عجز العرب عن حماية المدنيين السوريين وسقوط مزيد من القتلى رغم تجميد عضوية سوريا”، مضيفا أن”السوريين يرفضون التدخل الأجنبي، لكن لا يمانعون في تدخل أنقرة لحمايتهم وأنقرة عضو في حلف ناتو”. وبخصوص زيارة المجلس الوطني السوري للجزائر، وتأجيلها بسبب موافقة الجزائر على تجميد عضوية سوريا تحت الضغط، أفاد سلطاني “لحد الآن لا زيارة في الأجندة لنتكلم عن التأجيل ونعمل كوسطاء لبرمجة لقاء في أقرب الآجال” من جهة أخرى، كشفت مصادر من الآفلان عن اتصالات بين الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم وبين المجلس الوطني السوري لكسب ود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سيما وأنه من الشخصيات المقربة منه والآفلان من الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية الجزائرية، محاولة استغلال الروابط التاريخية بين البلدين واستقبال سوريا للعديد من الشخصيات التاريخية في سوريا يتصدرهم المناضل الكبير، عبد الحميد مهري. وكشف معارضون سوريون مقيمون في الجزائر أن تنسيقية الثورة بسوريا كلفتهم بالتواصل مع عبد الحميد مهري وشخصيات تاريخية أخرى ويسعون هذه الأيام لتنظيم لقاءات لكسب الدعم. وحاولنا الحصول على معلومات أكثر حول الموضوع، غير أن المكلف بالإعلام بالحزب العتيد، قاسة عيسى، أبلغنا أنه لا يتوفر على أية معلومات بهذا الخصوص. من جهته، قال الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، إنه لم يتلق أي اتصالات من المجلس الوطني السوري للوساطة وإنه لا يحوز على أي معلومات بشأن وجود اتصالات بين قيادات في الارندي والمعارضة السورية.