”وشهد شاهد من أهلها”.. أما الشاهد، فهو برنار هنري ليفي، الفرنسي الصهيوني، ولا أقول اليهودي فقط، لأن كونه يهوديا ليس بجريمة، وإنما الجريمة أنه يتبجح بصهيونيته وبنضاله من أجل المشروع الصهيوني العالمي، الذي قال مؤخرا إنه فعل ما فعل في ليبيا لإسقاط القذافي، من أجل إسرائيل والصهيونية، وإنه ساعد على إسقاط القذافي لأنه أكبر عدو لإسرائيل. وأما أهله، فهم عبد الجليل وجماعته، ولا أقول إسرائيل ولا فرنسا التي تأتي في مرتبة ثانوية في نضال ليفي، الذي يقول إنه يهودي ينتمي إلى أعرق وأنبل قبيلة يهودية. وأما أهله بالتبني في ليبيا وفي المجلس العسكري، لأن الرجل قاد ومازال يقود جنبا إلى جنب مع عبد الجليل وعبد الفتاح يونس المغدور، وكل ”الثوار” الليبيين، ومازال يؤطر هذا المجلس، ويعمل في نفس الوقت مستشارا عند عبد الجليل، ومستشارا عند الرئيس الإسرائيلي. لم يأت برنار ليفي بجديد عندما يصرح من باريس بهذا الكلام، فهو في الحقيقة لم يخف شيئا من تحركاته وسبق وقال مثل هذا الكلام في جامعة تل أبيب، لكن الذين يضعون الصمغ في آذانهم حتى يتجنبوا مثل هذا الكلام وهم العرب المضحوك عليهم بنكتة الربيع العربي والصحوة العربية وبكلام الجزيرة والقرضاوي، قواد الحركة الصهيونية. فبماذا سيرد عبد الحكيم بلحاج الليبي على ما يقوله هنري ليفي؟ وبماذا سيرد عباسي مدني الذي كان أول المصفقين للمجلس الانتقالي؟ ومنذ متى حاربت الصهيونية جنبا إلى جنب مع راية الإسلام؟! ليفي قال إنه شارك في المغامرة كيهودي، وإنه ما كان ليفعل لو لم يكن يهوديا، وليس فرنسيا.. فماذا يقول عبد الحكيم بلحاج، الذي ذاق ويلات السجن باسم المشروع الإسلامي؟! اللهم إلا إذا كانت الصهيونية والإسلام السياسي الذي تحميه أمريكا بقاعدتها العسكرية في قطر، وتمهد له الطريق بفضل بروباغندا ”الجزيرة” وجهان لعملة واحدة.. عملة يراد منها ليس التأسيس لحكم إسلامي معتدل مثلما يحاولون به الضحك على ذقون البسطاء منا، وإنما لمشروع إسرائيل الكبرى التي وإن نجحت ستضمن للغرب السلام والأمن لقرون أخرى، إلى جانب ضمان المجال الحيوي والثروات والمياه... ومن أجل هذا الهدف الكبير والنبيل الذي يسعى من أجله النبيل برنار هنري ابن ليفي، لا بأس أن تكفّر فئة منا فئة أخرى، ويقاتل نصفنا الأول نصفنا الثاني، وتتآمر طائفة منا على الطوائف الأخرى، ونحصد أرواح بعضنا، وتختلط القيم، ونصبح فرقا وجماعات، بعدما كنا أمة واحدة معتصمة بحبل الله لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، وتنتصر ”كمشة” يهود على مليار من ”الجُيّاح”...