يحتاج المصاب بالزهايمر إلى اهتمام من نوع خاص من طرف الأهل، باعتباره من الأمراض التي تؤدي إلى تدهور الذاكرة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يرهق مرافقي المرضى نفسيا وجسديا، ما جعل المختصين يدعون إلى إنشاء مراكز خاصة بهذه الفئة. يعرّف المختصون الزهايمر أنه من الأمراض التي تصيب كبار السن، والذين برزت فيهم ملامح الخرف في مرحلة الشيخوخة، ويؤدي إلى فقدان الذاكرة والقوى العقلية بصفة تدريجية، لتجعل المريض في حالة ضياع ونسيان لأدق تفاصيل حياته، قد تنعكس سلبا على من حوله من أفراد الأسرة. ولمعرفة كيفية تعامل أهل المصابين مع مرضاهم، ارتأت “الفجر” تقديم بعض تجاربهم. رعاية مرضى الزهايمر مسؤولية صعبة قال معظم مرافقي المرضى الذين صادفناهم في مصالح علاج الأعصاب، إنهم يعانون الأمرّين في التكفل بمرضى الزهايمر، نظرا للمهمة الصعبة التي أوكلت على عاتقه مسؤولية صعبة، ناهيك عن الجهد المبذول في تعامله معه، كالمراقبة اليومية والقلق والحزن والصدمات التي يتلقاها في حالة حدوث أي مكروه له. وفي هذا الإطار، قالت لنا زهيرة، ماكثة بالبيت “إن أمها تعاني من المرض منذ سنة، ولم تعد تتذكر بعض الأشياء، لدرجة أنها لا تفرق بين أبنائها، وهو ما زاد من معاناتها لرؤية والدتها في هذه الحالة”. نفس الرأي لمسناه عند محمد الذي قال “إن الاعتناء بمريض ما من أصعب الأدوار التي يقوم بها المرء، فما بالك إذا كان المريض مصاب بالزهايمر؟!”. وأشار إلى أن مرافق المريض يعاني من نقص النوم الذي يجعله قليل التركيز ومرهقا طيلة النهار، وبالتالي يصبح قلقا ومتقلب المزاج. نفس الشيء عاشته سميرة، موظفة في إحدى الشركات الخاصة، التي قالت إنها تعتني بأمها طيلة الليل وتسهر على مراقبتها، لتذهب في الصباح الباكر إلى عملها مرهقة، وذلك انعكس سلبا على عملها وعلاقتها بزملائها”. كما قد يتعرض مريض الزهايمر إلى الضياع أو خروجه من المنزل خفية وبدون علم أهله.. فاتخذ البعض وسيلة لتفادي ذلك عن طريق إلصاق بطاقة مدونة عليها رقم الهاتف والاسم والعنوان الخاص بالمريض، وهو ما فعله يحي، تاجر حر، تفاديا لضياع والده المصاب. تجاهل الأبناء وفقدان الحواس.. إحدى أعراضه يقوم مرضى الزهايمر بتصرفات غريبة وغير متوقعة لم يألفها المقربون إليهم أو من يحيطون بهم، على غرار الامتناع عن تناول الطعام، تجاهل أفراد العائلة. وفي هذا الشأن قالت سميرة “إن والدها يعاني من مرض الزهايمر منذ فترة، مشيرة إلى أنه يتصرف تصرفات غريبة كالتبول في غير المرحاض أو تناول أشياء كالتراب أومواد التنظيف..”. .. ومن ضغط نفسي إلى مرض عضوي يتولد لدى مرافقي المرضى ضغط نفسي نتيجة الإرهاق والقلق، وقد يتحول إلى مرض عضوي في أي لحظة، وهو ما أكدته لنا الأخصائية النفسانية، جليلة زهيد، حيث كشفت هذه الأخيرة أن مرض الزهايمر من الأمراض التي تؤثر على أهل المصاب أكثر من المريض نفسه، الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على حياته، وبالتالي يهمل عائلته وعمله ويصبح شخصا معزولا عن العالم الخارجي، ويصاب بالاكتئاب والعصبية، ما قد يتحول مستقبلا إلى مرض عضوي على غرار السكري أوارتفاع ضغط الدم والحساسية المفرطة، وغيرها من الأمراض المزمنة. ونصحت المتحدثة مرافقي مرضى الزهايمر أن يأخذوا قسطا وفيرا من الراحة، و الترويح عن النفس، وذلك بالتجوال والتسوق أوممارسة الرياضة، وتداول الأدوار بين أفراد العائلة كي لا يحسوا بالضجر والإرهاق. 100 ألف حالة إصابة بالجزائر.. من جهته، أفاد البروفيسور محمد أرزقي، رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الأعصاب، وجود 100 ألف حالة مصابة بالجزائر بمرض الزهايمر، مشيرا إلى أن المرض قد يفقد إحدى حواسهم كالسمع أوالبصر، وهو الأمر الذي يجعلهم في حالة اضطراب قد تصل في بعض الأحيان إلى عدوانية، وهو ما أكد ذات المتحدث أنه ناتج عن اختلال عقلي يتسم بتغيرات معينة في الدماغ، كما أن هذا المرض يمس الأشخاص الذين تخطوا الخامسة والستين من عمرهم، مشيرين إلى أنه يؤدي إلى فقدان القدرات الفكرية بحياة المريض الاجتماعية وبنشاطه اليومي. وطالب محدثنا بضرورة إنشاء مراكز استشفائية للتخفيف من الضغط على عائلات المريض، بالإضافة إلى ضمان عناية جيدة ومراقبة صحية للمريض في الفترة الصباحية.