سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تلاميذ النهائي يطلبون من بن بوزيد الظهور على “التلفزيون” والإعلان عن تحديد العتبة لوقف احتجاجاتهم عناصر الأمن منعت وصولهم للوزارة وصدتهم “بالقوة والضرب”
منشور وزاري مستعجل لمديريات التربية يحذر الأساتذة من حشو الدروس منعت أمس و”بقوة” قوات الأمن تلاميذ النهائي القادمين من مختلف ثانويات الناحية الغربية من العاصمة، من الالتحاق بوزارة التربية ملحقة رويسو، ما أدى إلى حدوث إصابات وسط العديد منهم، بعد أن حاولت إجبارهم على مغادرة المكان، وهو ما زاد سخط هذه الفئة التي رفضت العودة للدراسة إلى غاية ظهور الوزير بن بوزيد على شاشة التلفزيون الجزائري ليعلن عن عتبة الدروس. بدأت احتجاجات تلاميذ النهائي تأخذ منعرجا خطيرا بعد توسع رقعة الإضراب إلى مختلف مناطق العاصمة والولايات الداخلية، وسط عجز وزارة التربية عن احتواء غضبهم، حيث شهد مقرها الكائن برويسو أمس الإثنين تطويقا أمنيا لمنع التلاميذ القادمين من مختلف الثانويات التابعة لمديرية التربية الجزائر غرب من الاقتراب منها، على غرار تلاميذ متقنة عين بنيان، وثانوية بن حمودة، وثانوية العقيد لطفي الواقعة بأولاد فايت، وكذا الثانوية المتعددة التقنيات بالشراڤة، وكذا ثانوية إسياخم، الذين تنقلوا للتنديد بالحشو الذي يعرفه المقرر الدراسي، والتسرع في الدروس من قبل الأساتذة، مطالبين بتحديد العتبة من الآن دون أي تعطيل. وتعرض البعض من التلاميذ إلى “الضرب من قبل عناصر الأمن التي صدتهم بقوة وانتزعت منهم هواتفهم النقالة التي استعملت لالتقاط صور الاحتجاج، وحاولت إجبارهم على الصعود في حافلة للنقل العمومي تم جلبها خصيصا لإبعاد المحتجين عن مقر الوزارة، وإعادتهم إلى ثانوياتهم، لكن إصرار المحتجين على البقاء في مكان الاحتجاج حال دون ذلك، ما جعل الوزارة الوصية تلتقي ممثلين عن المحتجين في محاولة لتهدئتهم. وحسب تصريح ممثل المحتجين ل”الفجر” فإن الوصاية أكدت لهم أنها سترسل منشورا وزاريا اليوم لكافة ثانويات الوطن تشدد فيه على تقديم الدروس بدون سرعة، والاعتماد على الشرح أكثر، وكذا التأكيد على دروس الدعم، في انتظار تحديد العتبة في الفاتح ماي المقبل. غير أن إجابات الوزارة لم تقنع تلاميذ النهائي، وواصلو احتجاجاتهم وهتافاتهم ضد بن بوزيد، في شعارات مختلفة منها “جينا بلعاني زكارة في بن بوزيد”، “اعطوني الباك وخلوني”، و”وعودك كاذبة يا بن بوزيد”، في الوقت الذي تعرض ممثلو المحتجين إلى الواقع الحقيقي الذي تعيشه أقسام النهائي، وقالوا “نحن جئنا من أجل تحقيق مطالبنا التي من خلالها يمكن نيل شهادة البكالوريا بجدارة” وطالبوا بتوفير كل الظروف الملائمة، من أجل ذلك بعد أن اشتكوا من الحشو في الدروس المقدمة والأخطر من ذلك أنها من طرف أساتذة مستخلفين ليست لهم تجربة في التدريس، خصصتهم مديريات التربية لتدريس الرياضيات. وقال المحتجون إن المديرية ذاتها عمدت إلى تخصيص أستاذات على وشك الولادة لتدريسهم، ما كرس تداول الأساتذة على هذه الأقسام، وهو ما عاد سلبا على تلقيهم الدروس، كما يعاني تلاميذ آخرون من مشكلة انعدام أساتذة منذ بداية العام الدراسي على غرار تلاميذ تخصص فلسفة الذين هم بدون أستاذ رياضيات منذ سبتمبر بالثانوية الجديدة بعين البنيان، والثانوية المتعددة التقنيات بالشراڤة التي لا يتلقى تلاميذ أقسام العلوم فيها دروس اللغة الإنجليزية منذ شهر ونصف. وحسب التلاميذ فإن الأساتذة “يتقصدون” عدم شرح الدروس من أجل تقديم دروس خصوصية بمبالغ جد مكلفة تتجاوز 1700 دج للمادة الواحدة، في الوقت الذي لم تشرع مؤسسات في تخصيص دروس دعم مجانية لفائدتهم وفق تعليمات الوزارة، وهي كلها عوائق جعل من احتجاجات هذه الفئة موضوعية حسبهم. ودعا ممثلو التلاميذ بن بوزيد للتدخل، مهددين إياه بعدم العودة للثانويات إلى غاية تحديد عتبة الدروس وأمام الرأي العام الجزائري، مشترطين عليه أن يظهر على التلفزيون ويعلن عن الدروس المعنية بالامتحان المصيري، بعد أن قالوا إن عتبة الدروس المحددة العام الماضي التي أرسلت إلى المؤسسات غير صحيحة، بالنظر إلى أن عدة دروس أقصيت من العتبة إلا أنها أدرجت في الامتحان. يأتي هذا في الوقت الذي شلت مؤسسات أخرى في شرق العاصمة، حيث أخذ تلاميذها عطلة مجانية، بسبب الحملة المستمرة على “الفايس بوك” والهاتف النقال التي تؤكد أنه يجب مقاطعة الدراسة إلى غاية تحقيق مطالبهم. واحتج أمس المئات من تلاميذ الاقسام النهائية أمام مقر مديرية التربية التي صدوا بابها الرئيسي لعدة ساعات خلال الفترة الصباحية احتجاجا منهم على تعنت القائمين على قطاع التربية على المستوى المحلي وحتى الوطني في أخذ مطالبهم بشكل جدي لاسيما ما تعلق بقضية تحديد عتبة الدروس المقررة إدراجها في امتحان شهادة البكالوريا الذي أقرته الوزارة الوصية أن يكون يوم 3 جوان المقبل. وبالمسيلة، واصل طلبة الطور الثانوي حركتهم الاحتجاجية لليوم الثاني على التوالي حيث شلت كل الثانويات على مستوى عاصمة الولاية وخرج تلاميذ ثانوية عثمان بن عفان وصلاح الدين الأيوبي إلى الشارع في مسيرة رفعوا فيها شعارات مطالبة بتحديد عتبة الدروس المتعلقة بامتحان شهادة البكالوريا ورحيل وزير التربية الوطنية وتجمعوا أمام مقر المديرية الوصية مطالبين بلقاء مدير التربية قبل أن تتحول المطالب إلى فوضى استغلها عدد من المنحرفين والأمر ذاته شهدته ثانوية دائرة سيدي عيسى.