عشرات الشكاوى في جمعيات حماية المستهلك بسبب إعلانات تضليلية وتخفيضات كاذبة اشتكى عدد من زبائن شركات الطيران الأجنبية الناشطة في السوق الوطنية من عروض ترويجية وهمية خاصة بالموسمين الشتوي والصيفي، حيث تلجأ هذه الأخيرة لعرض تخفيضات في تسعيرة التذاكر نحو الوجهات الأكثر استقطابا للزبائن، على غرار فرنسا وإسبانيا والسعودية، ليفاجأ المشتركون فيما بعد بأنها مجرد عروض وهمية. أودع عشرات الزبائن شكاوى في هذا الإطار لدى جمعية حماية المستهلك للمطالبة بتنصيب سلطة ضبط تردع تجاوزات شركات الطيران، لاسيما أن هذه الأخيرة تتعمّد انتهاج سياسة التضليل في إطار الخدع التسويقية لتحقيق أعلى نسبة من المكاسب والأرباح على حساب الزبون، الذي يبقى بالنسبة له العرض الترويجي غامض وغير واضح. وفي هذا الإطار، صرّح محفوظ حرزلي، رئيس الاتحادية الوطنية لحماية المستهلك، أن هذه الأخيرة استقبلت شكاوى عشرات الزبائن الذين يتهمون شركات طيران أجنبية ناشطة في السوق الوطنية باعتماد سياسة تسويقية تضليلية من خلال عروض ترويجية وهمية لا أساس لها من الصحة. وقال حرزلي، في اتصال مع ”الفجر”، إن شركات الطيران ومع بداية كل موسم شتوي أو حتى الموسم الصيفي تقوم بطرح سلسلة من العروض الترويجية لفائدة زبائن الوجهات الأكثر حجزا في مقدمتها فرنسا، في حين أن المستفيدين من هذه العروض لا يتجاوز عددهم 15 شخصا، ومع ذلك فإن شركات الطيران لا تحدّد في إعلان العرض أن يخصّ هذا الأخير فئة محدّدة أو عددا معينا من المشتركين دون غيرهم. كما قال ذات المتحدّث إن شركات الطيران سواء منها الأجنبية الناشطة في السوق الوطنية أو حتى المحلية على غرار الخطوط الجوية الجزائرية تتنافس مع بداية كل موسم شتوي أو صيفي في طرح عروض ترويجية منمقة لاستقطاب أعلى نسبة من الزبائن، لاسيما فيما يتعلق بالشركات ذات الخطوط والاتجاهات المتماثلة، حيث تسعى هذه الأخيرة ومع قيام أوّل متعامل بطرح عرض ترويجي خاص بالموسم الشتوي أو الصيفي إلى اقتراح عرض مماثل أو تخفيضات أكثر إغراء، وهو ما لا تلتزم به هذه الأخيرة في حال تسجيلها نسبة عالية من الزبائن. وحسب محدّثنا، فإن العرض الترويجي يكون حكرا على الزبائن العشرة أو ال15 الأوائل المسجّلين، في حين يتم إقصاء البقية بحجة أن الأخير محدود، وهو ما لا يتم توضيحه في إعلان العرض ما يجعل الجمعية تتهم شركات الطيران الناشطة في السوق الوطنية بتقديم إعلانات كاذبة. وحسب المتحدّث، فإن حجم الخسائر بالنسبة للزبائن يتضاعف في حال قرروا تمديد فترة إقامتهم بالوجهة المستهدفة حيث يضطرون إلى دفع غرامة لشركة الطيران خلال رحلة العودة تكلّفهم أكثر من قيمة التذكرة، دون احتساب تخفيضات العرض الترويجي، وهو ما يدخل حسب شركات الطيران الأجنبية في خضم الخطة التسويقية المعتمدة حتى بأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية.