تلقى عدة مواد استهلاكية اقبالا واسعا في هذه الآونة تأتي في مقدمتها المعلبات والمصبرات بشهادة التجار الذين يجمعون بأن رمضان يزيد من استهلاك الجزائريين لها، وفي نفس الوقت يكثر الاقبال على مواد غذائية أخرى تحت تأثير الحملات الاشهارية التي تزداد في هذا الشهر لتستقطب المستهلكين بالاعلان عن تخفيضات مغرية مما يجعل رمضان ورقة ربح في يد تجار المواد الغذائية العامة. يعرف المطبخ الجزائري منذ القدم بتحضير المصبرات واتخاذها من الاساسيات التي لا تفارق المائدة، لا سيما في شهر رمضان ومع التفتح على اقتصاد السوق اصبح المجال واسعا امام المستهلك الجزائري لإختيار عدة انواع من المعلبات والمصبرات.
تهافت على المخللات والمشروبات يتحول الاستهلاك بالنسبة للصائم الى حالة نفسية في رمضان وبهذا الخصوص اكد لنا احد باعة المواد الغذائية بشارع أحمد حماني أن المواد التي يكثر عليها الطلب خلال هذا الشهر عديدة، يأتي على رأسها الفلفل المخلل، الزيتون المصبر، العصائر، التونة، المايونيز والبيض، كما يكثر تهافت النسوة على الفرينة (دقيق أبيض)، الزبدة، الخمائر الكيماوية وغيرها من المواد التي تدخل في صنع الحلويات وذلك في أواخر الشهر الكريم. ويضيف محدثنا »إذا كانت بعض السيدات لا تغامرن في هذا الشهر بإقتناء منتوجات استهلاكية جديدة شاهدنها في اعلان اشهاري على احدى القنوات الفضائية فإن الامر يتغير عندما تطبق تخفيضات معتبرة في الاسعار، حيث يزيد الاشهار من إستهلاك الجزائريين حتى وإن كانت السلعة المعلن عنها تفتقر الى الجودة«. وفي نفس الإطار يرى بائع مواد غذائية آخر بشارع طنجة أن طلبات المستهلكين في هذا الشهر تكاد تكون مقتصرة على بعض المواد المخللة والمصبرة، إضافة الى الطلب المتزايد على المشروبات بسبب العطش الذي يدفع الناس الى اقتنائها دون الاكتراث بنوع العلامة التجارية. وعن مدى نجاح الحملات الترويجية لبعض المنتجات الغذائية في التأثير على المستهلك الصائم، اختلفت الآراء لتتأرجح بين مؤكد ومفنذ للفكرة. فقد أظهر تصريح بائع آخر بشارع طنجة أن الزبائن لا يطلبون بالضرورة مواد استهلاكية سمعوا عنها أو شاهدوها في الاعلانات الاشهارية، إنما يسألون عن مواد سمعوا عن جودتها من قبل معارفهم، وفي نفس المحل استجوبنا سيدة متقدمة في السن، فأقرت بأن التأثر بما يعرض في التلفاز من ومضات اشهارية حول مختلف المواد الغذائية يولد لديها الرغبة في تجريبها لإكتشاف مذاقها، وذلك على خلاف سيدة اخرى التي أشارت الى أن الاعلانات الاشهارية لا تنجح إطلاقا في دفعها الى تجريب المنتوج مهما كان شكله وطريقة عرضه، بإعتبار ان الترويج بالنسبة لها أهم عنوان لعدم جودة المنتوج المروج له!
كل الطرق تؤدي الى المعدة! أما السيدة (ج.ش) موظفة مثقفة فتقول »لا أجازف في رمضان باستعمال منتوج غذائي لم أجربه من قبل، لكن هذا لا ينفي ان للومضة الاشهارية تأثيرها الخاص الذي يولّد لدينا الرغبة في اكتشاف الجديد، خاصة في شهر رمضان الذي تدفع فيه الحالة النفسية الى تلبية شهوات البطن اكثر من أي شيء آخر، ذلك لأن التأثيرات الخاصة للومضات الإشهارية تغري كثيرا في أوقات الجوع وهو العامل الذي يراعيه المنتجون والمسوّقون.. وأنا شخصيا أقع في فخ السياسة الترويجية التي تملي علي فكرة لتجريب المنتوج الجديد رغم اني لست أكولة!« وترى الآنسة إلهام أن الترويج للمنتجات الغذائية وغيرها أمر ضروري في عالم التسويق، فبعض المواد الغذائية وعلى الرغم من شهرتها، إلا أنها تحتل مساحة إعلانية في مختلف وسائل الإعلام في ظل وجود منافسة قوية من طرف منتجين آخرين لأن طبيعة المستهلك تدفعه حتما الى الإنبهار بكل ما هو جديد والإنبهار يحث بدوره على التجريب، غير أن استمرار الطلب على المنتوج أو عدمه يتحدد بعد الاعلان والتجريب وهو مرتبط بمدى جودة المنتوج. وجاء على لسان السيد نجيب: إن الاقبال على السلع المروّج لها أمر مرهون قبل كل شيء بالقدرة الشرائية، فالنساء العاملات من الفئة الاكثر إقبالا على شرائها، والملفت في المسألة هو أن ازدياد معدل الإستهلاك سواء في رمضان أو في باقي اشهر السنة يعود بالدرجة الأولى الى تأثر الأبناء بما يعرض من ومضات إشهارية فهم يثيرون ضجة كبيرة لحمل الأولياء على اقتناء المنتوج، خاصة عندما يتعلق الامر ببعض المحليّات ك "الفلان" مثلا، الشوكولاتة ومختلف أنواع الياغورت. وفي هذه الأونة بالذات تكثر الاعلانات الاشهارية التي تروّج للمواد الاستهلاكية وتعلن عن تخفيضات أو طمبولا بمناسبة حلول شهر رمضان ويتعلق الامر بصفة خاصة بالمواد الدسمة الياغورت، الفلان، مشتقات الحليب والبن، وعلى هذا الاساس تستهوي فكرة المشاركة العديد من النسوة طمعا في الحصول على جوائز وعلى حد تعبير السيدة (نعيمة.م) ماكثة بالبيت: »لا مانع من المشاركة طالما أن الامر لا يكلف شيئا.. عسى الحظ يحالفنا في الحصول على هدية«. وعلى هذا النحو يبدو أن كل الطرق تؤدي الى رفع نسبة الطلب على المواد الاستهلاكية في رمضان، إما استجابة لشهوات البطن، وإما استسلاما لإغراءات التخفيضات أو الجوائز التي يمكن الحصول عليها من خلال المشاركة في المسابقات.