أبلغ وفد رسمي عن شركة سوناطراك والي تيارت باعتماد مشروع مصفاة النفط بإقليم الولاية، حيث تباحث مسؤول الوالي مع إطارات سامية متمثلة في مدير تنفيذي ونائب المدير العام لشركة الهندسة والبناء لسوناطراك “جي سي بي” وإطار مكلف بالأشغال البترولية الكبرى ومستشار المدير العام، تباحثوا عن إجراءات التنفيذ السريع لهذا المشروع الاقتصادي الحيوي، الذي تعول عليه السلطات والمواطنون في إحداث قفزة اقتصادية واستثمارية بالمنطقة وخلق الحيوية المطلوبة، أين تم الكشف أن مصفاة النفط بتيارت من شأنها إنتاج 05 ملايين طن من السائل الخام ومخزون استراتيجي يقدر ب 200 ألف م3 من الوقود سنويا.هذا وقد وعد أعضاء الوفد على باستعجال إطلاق ورشة انجاز المشروع، الذي من المنتظر الانطلاق فيه نهاية الصائفة الحالية، وحرص المؤسسة على الانطلاق في تنفيذه فور، مع إنهاء إجراءات نزع ملكية العقار المعين للمشروع، وبدء عمليات تعويض الفلاحين بمنطقتي عين مصباح وعين بوشقيف على امتداد 1400 هكتار، حيث جاءت هذه التأكيدات بعد زيارة ميدانية قادت المعنيين الخميس الماضي إلى منطقة سيدي العابد التي تتوسط مدن تيارت، السوقر وعين بوشقيف على سفح جبل الناضور مما يؤكد إستراتيجية الموقع المختار. وبالمقابل تعهد المسؤول الأول بالولاية بتقديم كل التسهيلات والإعانة المطلوبة لتجسيد هذا الصرح الاقتصادي، وذلك بتوفير الموارد المائية المطلوبة مبدئيا المقدرة بخمسة آلاف متر مكعب يوميا، عند انطلاق الأشغال انطلاقا من سد الدحموني المجاور، في انتظار تموين المصفاة بمياه البحر المحلى من شاطئ مستغانم. وشرح والي تيارت للوفد الإمكانات التي تزخر بها الولاية، سواء ما تعلق منها بالثروات الطبيعية والطاقة الشبانية المؤهلة، خاصة ما تعلق بالخبرات الفنية، ذلك أن جامعة ابن خلدون تخرج سنويا مئات الإطارات في مجال الميكانيكا الصناعية، الكهرباء الصناعية والهندسة المدنية، وهي تخصصات تتطلبها عملية التنفيذ، ناهيك عن آلاف خريجي معاهد التكوين المهني. وكذا توفر الولاية على شبكة الطرقات مؤهلة، منها الوطنية والولائية، ومطار بمواصفات دولية، وغيرها من المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي يمكنها المساهمة في بلورة حياة اقتصادية تواكب هذا الحدث المشهود في ولاية تيارت. ومعروف أن شركة سوناطراك تعمل على تجسيد أربعة مشاريع جديدة عبر عدة مناطق من الهضاب والجنوب، هي تيارت، بسكرة، الأغواط وحاسي مسعود، انطلاقا من دراسات إستراتيجية لتزويد السوق المحلية وحتى الخارجية بمختلف مشتقات النفط، بحيث تكون أقطابا صناعية لتوفير آلاف مناصب الشغل، على اعتبار أن مصفاة تيارت توفر 3 آلاف منصب أثناء فترة التجسيد الممتدة لحوالي عامين. للإشارة، فإن ولاية تيارت يعبر أراضيها عدد كبير من أنابيب النفط والغاز القادمة من آبار الصحراء نحو ميناء أرزيو البترولي، كما تم اكتشاف خلال السنوات القليلة الماضية حقلين بتروليين بكل من شحيمة جنوب غربي والرحوية شمالا.