أعلن نائب الرئيس السوداني الحاج ادم يوسف امس الأربعاء قرار بلاده وقف جميع المفاوضات مع دولة الجنوب إلى غاية استرجاع منطقة ”هجليج” الحدودية. ونقلت مصادر إعلامية عن يوسف تصريحه اليوم أن ”السودان كان حريصا على التفاوض مع دولة الجنوب طيلة المرحلة الماضية والعالم يشهد على ذلك، إلا أن الحركة الشعبية أثبتت أنها تضمر السوء للسودان منذ فترة طويلة”، واصفا الهجوم على منطقة هجليج ب”الخيانة المتوقعة”. وأضاف نائب الرئيس السوداني قائلا ”نحن نعلم أن الحركة الشعبية تخطط لاحتلال مدن الأبيض وولاية جنوب كردفان وتسعى لإسقاط النظام وستجد منا ردا شافيا لهذه المخططات التي نرصدها بدقة”. وكان المسؤول السوداني قد أعلن الثلاثاء من مدينة الأبيض (شمال كردفان) التعبئة العامة والنقرة القومية في السودان لردع جنوب السودان. ودعا نائب الرئيس السوداني جوبا إلى ”الالتزام بحدودها والتعامل بمسؤولية والكف عن دعم المتمردين وتنفيذ الاتفاقات الموقعة واحترام المواثيق والأعراف الدولية”. وأكد أن ”السودان وافق على تقرير مصير الجنوب والانفصال حرصا منه على السلام الذي تسعى الآن دولة جنوب السودان إلى تقويضه”. واعتبر يوسف في حديثه أن ”الحرب في جنوب كردفان أصبحت مفروضة على السودان”. وأكد ”استعداد الخرطوم للرد على أي عدوان مهما كان وأن بلاده لا تزال في حالة الدفاع عن النفس وأن الحكومة جاهزة للتعامل مع كافة الاحتمالات ولن نتهاون في الرد الحاسم”. ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الآلية المشتركة ومسؤول الحكومة السودانية في المفاوضات الخير الفهيم عن قرار انعقاد الجولة الثالثة للمفاوضات بين وفدي الخرطوموجوبا غدا الخميس بشأن النزاع حول منطقة أبيي. وكانت المفاوضات بين وفدي دولتي شمال وجنوب السودان التي تحتضنها أديس أبابا قد توقفت الأربعاء الماضي في محاولة لوقف التدهور الأمني على الحدود بين البلدين دون التوصل إلى اتفاق رسمي. وتتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية ومناطق على الحدود بين الدولتين، بينما تتهم الخرطوم دولة الجنوب بتوغل جيشها داخل الأراضي السودانية وشن هجمات على منطقة ”هجليج” المنتجة للنفط.